28 أغسطس 2009

(3) نبذة مختصرة عن
العلاقات القبطية الروسية عبر العصور




قداسة البابا شنوده الثالث حاضراً القداس الإلهي بكاتدرائية موسكو الذي رأسه
البطريرك الروسي الأسبق بيمن أثناء زيارة قداسته لموسكو سنة 1972م


صورة لقداسة البابا شنوده الثالث والوفد القبطي المرافق لقداسته مع البطريرك
الروسي الأسبق بيمن في زيارته لمقر البطريركية الروسية بموسكو سنة 1972م


مقدمة:
للشرق سحره الخاص، الذي جذب أنظار الغرب منذ قيام النهضة الأوربية، فخصوا الشرق وحضاراته وتاريخه بعشرات الأبحاث والبعثات والرحالة، وقد كان كل ذلك طبيعياً. ولكن للبلاد الروسية في عهد أباطرتها خاصةً وضع خاص، ومع ذلك لم يملك أباطرة الروس الأرثوذكسي المذهب والنزعة، من إخفاء إعجابهم وإظهار عطفهم على بلاد الشرق بصفة عامة، وعلى مصر بصفة خاصة، على الرغم من أن الأغلبية المسيحية في مصر كانت ولا تزال تخالف الروس معتقدهم الأرثوذكسي. وفي السطور القليلة القادمة سوف أستعرض هذه العلاقات خصوصاً في القرن التاسع عشر الميلادي، الذي نشطت فيه هذه العلاقات جداً للمرة الأولى في التاريخ، وأستمرت بصورة اقوى في القرن العشرين والحادي والعشرين ولاتزال.

زيارة هى الأولى من نوعها:
في عهد البابا بطرس السابع الشهير بالجاولي الـ 109 (1809- 1852م)، أرسل قيصر روسيا أحد افراد عائلته ليعرض عليه وضع الكنيسة القبطية تحت حماية القيصر، فما كان من البابا القبطي الذي أستقبله بملابسه البسيطة المتواضعة، إلا أن فكر برهةٍ من الزمان ثم بادر الأمير الروسي بالسؤال: هل قيصركم هذا يموت مثل سائر البشر، أم أنه يحى خالداً إلى الأبد ؟ فرد الأمير الروسي: طبعاً يموت شأنه في ذلك شأن سائر المخلوقات، فأجابه البابا: إذن لا أستطيع قبول هذه الحماية من ملك سيموت في يوم من الأيام ولكني أفضل أن أبقى تحت حماية ملك الملوك ورب الأرباب الحي الذي لا يموت أبداً. فأعجب الأمير من قوة إيمان البابا بطرس، وفصاحة لسانه ورجاحة عقلة وحكمته، وأنصرف من حضرته مزوداً بدعواته.

المطران برفيريوس أوسبنسكي:
وفي النصف الأول من القرن التاسع عشر أيضاً ظهرت شخصية روسية لها محبة وتقدير خاص في تاريخ الكنيستين، لما قدمت من مجهودات ملحوظة في محاولة إرجاع الوحدة بين طرفي الأرثوذكسية. هذه الشخصية كانت نيافة المطران برفيريوس أوسبنسكي الذي ولد سنة 1804م، وأتم علومه في أكاديمية سانبطرسبرج الروحية سنة 1829م، ثم درس علومه اللاهوتية في أوديسا، وفي الفترة من العام 1843م حتى 1846م قام برحلته الأولى للشرق التي شملت كلاً من: القسطنطينية، بيروت، دمشق، وطرابلس الشام ثم فلسطين. وفي النهاية قصد مصر حيث زار دير القديسة كاترين بصحراء سيناء، ووصل حتى الوادي. ثم قفل عائداً، فقصد سوريا. كما كرر رحلته المشرقية الطويلة ما بين عامي (1858- 1861م).
وفي سنة 1878م عُين عضواً في دائرة من دوائر المجمع المقدس الروسي بموسكو الذي أتخذ قراراً بشأن قضية الوحدة مع الأقباط. ومن أهم مؤلفاته التي كانت تتعلق معظمها بالشرق المسيحي، ذلك المؤلف الذي وضعه سنة 1856م بعنوان إعتقادات مسيحي مصر- الأقباط- وعبادتهم ورئاستهم الروحية وقوانين حياتهم الدينية، والذي صدر باللغة الروسية بمدينة سانبطرسبرج.
وقد كان المطران أوسنبسكي مقتنعاً بفكرة الوحدة أقتناع شخصي كامل، نابع من صخرة إيمانه القويم، وبضرورة وفائدة هذه الوحدة. وقد تحدث في هذا مع غبطة بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس كالينيكوس (1858- 1861م) حينما كان بالقسطنطينية سنة 1859م، حيث أقنع المطران أوسنبسكي غبطة البطريرك الإسكندري بضرورة الوحدة المزعومة بين الطرفين، مما جعل البطريرك على وشك الإستعداد للتنازل عن العرش البطريركي الإسكندري لأخيه البطريرك القبطي المعاصر البابا كيرلس الرابع (1854- 1861م)، والذي كانت تجمعهما صداقة حميمة. ولكن كان هناك شرط واحد في ذهن البطريرك كالينيكوس، وهو أن يقوم الأكليروس القبطي بعمل الطقوس حسب الطقس البيزنطي اليوناني وليس حسب الطقس الإسكندري القبطي. ولكن هذا الشرط لم ينل إعجاب المطران أوسنبسكي، الذي كان يريدها وحدة من الناحية العقائدية الخالصة وبدون أي شرط. وأضاف المطران أوسنبسكي أنه أقنع البطريرك كالينيكوس بهذا المبدأ المهم، كما أنه كان قد أقنع رئيس اساقفة سيناء (كيرلس) بنفس الكلام
[1].
غير أن حرب القرم (1859م) التي جاءت بعد هذه الأحداث ومعاصرة لكل هؤلاء الرؤساء الروحيين، عطلت هذا المشروع الحيوي للوحدة، بل الأكثر من ذلك فقد عصفت بحياة البطريرك القبطي البابا كيرلس الرابع في 30/1/1861م بطريقة ماساوية، بسبب شكوك الخديوي من أهداف هذه الوحدة المزمع تحقيقها.

الآثار القبطية بالمكتبة الوطنية بسان بطرسبرج:
وإن كان المطران برفيريوس أوسبنسكي لم ينجح في مشروعه الوحدوي بالصورة التي كان يرجوها، إلا أنه لم يخرج من مصر صفر اليدين، إذ أنه عاد لروسيا على متن سفينة محمله بالعديد من الهدايا والعاديات الأثرية القبطية، أقيم بها أول معرض للآثار القبطية خارج مصر بروسيا في نهاية القرن التاسع عشر
[2]. كما أحتفظت المكتبة الوطنية بمدينة سان بطرسبرج (لنينجراد فيما بعد) بالعديد من أوراق البردي والمخطوطات القبطية الهامة والنادرة، والتى كانت في الغالب ضم هذه الصفقة. ومما هو جدير بالذكر أنه قد صدرت عن هذه المجموعة دراسة جادة بالفرنسية[3].

الصلاة على نفس القيصر بالكاتدرائية القبطية:
ولم يشأ القرن التاسع عشر أن ينصرم قبل أن تُختم سنواته إلا بعملٍ يُعد فريداً من نوع. فحينما توفى القيصر الروسي إسكندر الثالث سنة 1894م، أقامت الكنيسة القبطية الصلاة الجنائية على روحه بالكاتدرائية المرقسية بالازبكية كمشاركة من الكنيسة القبطية لأحزان الإمبراطورية الروسية
[4].

في بداية القرن العشرين:
على الرغم من فشل المحاولات في منتصف القرن التاسع عشر إلا أن الطرفين لم يفقدا الأمل، وبالتالي تجددت الأمال بزيارة قام بها الأنبا متاؤوس مطران المملكة الحبشية القبطي (1902- 1926م) للإمبراطورية الروسية في منتصف العام 1902م بعد تنصيبه مطراناً بشهور، والتي كانت تحمل طابعاً سياسياً أكثر منه دينياً، حيث كانت زيارة مهمة وضرورية حسب رأي المؤرخين المعاصرين لها. فقد ورد عنها بمجلة "عين شمس" لصاحبها إقلاديوس يوحنا لبيب الميري، أن الإمبراطور الأثيوبي منيليك قد كلف المطران أن يُبّلغ شكره لجلالة القيصر على اعتنائه بإرسال الأطباء والممرضين ببلاده
[5].

الزيارات المتبادلة:
ولم تنتهي العلاقات عند حد زيارات المطارنة من كلا الجانبين للجانب الآخر...، بل تطورت وتعددت منذ منتصف القرن العشرين بزيارات البطاركة المتبادلة للتشاور والتباحث في أمور عدة، نذكر هذه الزيارات حسب الترتيب الزمني:
1- زيارة قداسة البطريرك الروسي الكسي (الأول) لقداسة البابا القبطي الأنبا مكاريوس الثالث الـ 114 (1944-1945م)، صباح يوم الجمعه 8/6/1945م، وكان في صحبة قداسته كلاً من غبطة بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس الكسندروس طحان، وغبطة بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس خريستفورس الثاني، وكان يوماً مفرحاً للطرفين.
2- زيارة المطران الروسي فلاديمير مطران لنينجراد للبابا يوساب الثاني الـ 115 (1946-1956م)، أواخر سنة 1946م، تلك الزيارة التي كانت مفاجأة كبرى وأثارت اهتمام الحكومة المصرية وقتها، فقد سجل عنها.
3- زيارة قداسة البطريرك الروسي الكسي (الأول) للبابا كيرلس السادس في 25/11/1960م.
4- حضر وفد روسي رفيع المستوى أحتفالات الكنيسة القبطية بمرور 19 قرن على إستشهاد مؤسسها القديس مرقس الإنجيلي سنة 1968م، وإفتتاح الكاتدرائية الجديدة بدير الأنبا رويس، وقد أهدت الكنيسة الروسية يومها للكنيسة القبطية الغشاء المعدني لمذبح الكاتدرائية.
5- حضر وفد روسي رفيع المستوى أحتفالات الكنيسة القبطية برسامة البابا شنوده الثالث في 14 نوفمبر سنة 1971م، وألقى مندوبها كلمة وقدم الهدايا
[7].
6- زيارة البابا شنودة الثالث للكنيسة الروسية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1972م على رأس وفد كنسي كبير لأول مرة في التاريخ، حيث أستقبلهم قداسة البطريرك الروسي بيمن بالحفاوة والترحاب، وزاروا العديد من مواقع الأنشطة الكنسية بموسكو وضواحيها. وكان الوفد القبطي المرافق لقداسته مكوناً من أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء: المتنيح الأنبا مرقس مطران أبوتيج وطهطا وطما (1934-1977م)، الأنبا ميخائيل مطران أسيوط (1946م ولايزال)، المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية (1962-1981م)، المتنيح الأنبا غريغوريوس الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي (1967-2001م)، المتنيح الأنبا فيلبس أسقف (مطران) الدقهلية وبلاد الشرقية ودير مارجرجس بميت دمسيس (1969-2000م)، والمرحوم الشماس د. يوسف منصور السكرتير الطقسي لقداسة البابا (وقتها)، والصحفي جرجس حلمي عازر. حيث حضر قداسة البابا والوفد المرافق قداس الأحد الموافق 8/10/1972م بالكنيسة الكاتدرائية في موسكو الذي أقامه قداسة البطريرك بيمن ولفيف من مطارنة الكنيسة الروسية، وتبادل الطرفين الهدايا التذكارية.
7- زيارة البابا شنودة الثالث للكنيسة الروسية لسنة 1988م لمشاركتها الأحتفال باليوبيل الألفي لدخول المسيحية بروسيا، على رأس وفد كنسي رفيع المستوى مكون من صاحبي النيافة الحبرين الجليلين الأنبا بيشوي أسقف (مطران فيما بعد) دمياط وكفر الشيخ وبراري بلقاس ورئيس دير الشهيدة دميانة وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا سرابيون اسقف الخدمات العامة والإجتماعية (وقتها)، وأسقف لوس أنجيلوس بالولايات المتحدة حالياً.
8- زيارة قداسة البطريرك الروسي الراحل الكسي الثاني لمصر ولقداسة البابا شنودة الثالث، بحضور المتنيح غبطة البطريرك بارثينيوس بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس على رأس وفد كنسي روسي كبير، كما حضر قداسته العظة الأسبوعية لقداسة البابا بالقاعة أسفل الكاتدرائية المرقسية يوم الأربعاء.
9- عند وفاة قداسة البطريرك الروسي الكسي الثاني يوم الجمعة 5 ديسمبر 2008م، أرسلت الكنيسة القبطية وفداً كنسياً رفيع المستوى لحضور تشييع الجنازة، والتي تمت بكنيسة المسيح المخلص بموسكو يوم الثلاثاء 9 ديسمبر، والوفد كان مكوناً من كلاً من أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء: الأنبا دميان الأسقف العام بألمانيا، والأنبا برنابا أسقف تورينو وروما، والأنبا أنجيلوس الأسقف العام بإنجلترا
[8].10- عند رسامة قداسة البطريرك الروسي الجديد كيرلس يوم الأحد أول فبراير 2009م، أرسلت الكنيسة القبطية وفداً كنسياً رفيع المستوى لحضور حفل التجليس، والتي تمت بكنيسة المسيح المخلص بموسكو، والوفد كان مكوناً من كلاً من أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء: الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وتوابعها، والأنبا سرابيون أسقف لوس أنجيلوس بالولايات المتحدة، والأنبا أنجيلوس الأسقف العام بإنجلترا[9].


الهوامش:
[1] خريستسموس بابا ذوبولو رئيس أساقفة أثينا وسائر بلاد اليونان، تاريخ كنيسة الإسكندرية، (باللغة اليونانية الحديثة) أثينا 1934م، ص 830.
[2] Alexandre Kakovkine, La première exposition copte en Russie, Études Coptes IV, quatrième journée d’études, Strasbourg 26-27 mai 1988, pp. 63- 74.
[3] Alla Elanskaya, Description des maunscrits coptes de la Bibliothèque Nationale Publique «Sltykoff-Chtchédrine» de Saint-Pétersbourg, Études Coptes IV, quatrième journée d’études, Strasbourg 26-27 mai 1988, pp. 1-39.
[4] مجلة الحق، السنةالأولى، 1610 ش، 1894م، ص 230- 232.
[5] مجلة عين شمس، السنة الثانية، العددان الحادي عشر والثاني عشر/ شهور أبيب ومسرى والنسئ سنة 1618 ش (1902م)، ص 221
[7] مجلة الكرازة.
[8] مجلة الكرازة.
[9] مجلة الكرازة.
ملاحظة هامة: هذه المقالة سبق أن نُشرت بجريدة النهار البيروتية، سنة 2001م، وأضيف عليها بعض المعلومات.

(1) نبذة مختصرة عن
العلاقات القبطية السريانية عبر العصور






صورة البابا شنوده الثالث مع قداسة البطريرك زكا الأول عيواص بالقاهرة سنة 2004م




صورة لزيارة قداسة البابا شنوده الثالث لمقر البطريركية السريانية بدمشق سنة 1972م


مقدمة:
السريان هم سكان الأرضي الواقعة غرب نهر الفرات، من جبل أمنون في شمالي أنطاكية حتى حدود أرض فلسطين، ومن البحر حتى الفرات
[1]. وهم من أوائل الشعوب التي أمنت بالمسيحية، حيث دعى التلاميذ مسيحيين في أنطاكية أولاً (أعمال الرسل). فشارك السريان في المجامع المسكونية بنصيب وافر، ورفضوا قرارات المجمع الخلقيدوني مثل الأقباط، ومن ثم جمعتهم علاقات قوية ومتينة منذ القدم، خصوصاً في مجال الرهبنة، مما جعل هناك نوع من التأثير والتأثر لدى الطرفين، واضحاً بالأكثر في المجال الليتورجي والطقسي. فعلى سبيل المثال لا الحصر: لاحظ الدارسون التقارب الشديد في طقس (رتبة) العماد لدى الكنيستين[2]، كما نجدوا أن طقس تلبيس الإسكيم الجلد للرهبان حسب الطقس السرياني، جمع عن أصل قبطي وإثيوبي حوالي سنة 1533م كما سوف نأتي بالشرح.
كما نقل الأقباط عن السريان (في القرن التاسع عشر الميلادي) صلاة القسمة الموجودة بقداسهم الرئيسي والمنسوب للقديس يعقوب أخي الرب، وهى المعروفة في كتاب الخولاجي المقدس باسم القسمة السريانية، والتي تبدأ بعبارة: (هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد). أما عن أصل هذه القسمة ، و قصة ترجمتها إلى اللغة العربية ومن ثم القبطية، فسوف نستعرضه في حينه.
وكرمت الكنيسة القبطية كثيرين من قديسي الكنيسة السريانية، بل وأحبتهم وأوردت اسماءهم في مجمع القداس الإلهي وتسبحة نصف الليل، مثل القديسين ساويروس البطريرك الأنطاكي ومار افرام ومار إسحق ومار برصوما رئيس النساك، كذلك أدرجت أسماءهم وتذكار أعيادهم بالسنكسار القبطي.
كما نفذت اللغة السريانية إلى الطقس القبطي: فأستخدم الأقباط الفاظاً سريانية كثيرة في صلواتهم وتراثهم مثل: طوباي (أي المغبوط – المكرم)، نيح (أي أراح)، ميمر: (قصيدة) الأخذ: (بمعنى التناول) وهومصطلح شائع الأستخدام بالمخطوطات، حياصة (من حيصوثو) بمعنى التمنطق...إلخ
[3].
وفي السطور القليلة القادمة سوف نستعرض بإيجاز هذه العلاقات منذ القدم وحتى الآن، مقسمين الموضوع إلى فترات رئيسية- الفترة الأولى العصر المسيحي، الفترة الثانية: العصر العربي، الفترة الثالثة: العصر الحديث والمعاصر.

العصر المسيحي (عصر الدولة البيزنطية): أما منذ بداية المسيحية وحتى الفتح العربي حوالي سنة 640 م
أولاً: الرهبنة:
نشأت الرهبنة في صعيد مصر على يد القديس أنطونيوس الكبير وسرعان ما فاح شذى عطرها وامتدت الأفكار الرهبانية داخل مصر وخارجها على أيدي قادة من الرهبان الأقباط، فكانت الرهبنة أولى نقاط التلاقي بين الكنيستين القبطية والسريانية، فقد خرج أحد الرهبان القباط الذي يدعى أوجين
[4]، مع سبعين راهباً قبطياً قاصدين بلاد ما بين النهرين، فحلوا أولاً على ضعاف نهر الفرات، حيث سكنوا جنوبي مدينة نصيبين ثم صعدوا جبل الإزل[5]، ليتعبدوا ويتنسكوا فيه، وهناك سكن القديس أوجين مغارة وحوله تلاميذه، ثم تحول موضعه فيما بعد إلى دير يحمل اسمه[6]، وتتلمذ على يديه في هذه الفترة عدد غير قليل من الرهبان، وصل عددهم نحو 350 راهباً. بعد ذلك سلك القديس أوجين مسلك الرسل المبشرين وكرز بالإنجيل هو وتلاميذه في القرى المحيطة بالجبل فأناروها بنور الإنجيل.
ومع إزدياد عدد المؤمنين في هذه المناطق وكثرة التلاميذ الذين قصدوه للترهب عنده تكونت على الجبل المذكور وبالمناطق المحيطة به مجموعة من التجمعات الرهبانية صارت فيما بعد أديرة تنسب لبعض القديسين الأقباط حتى يومنا هذا، مثل:
(1) دير مار ملكي القلزمي ومار اليشع أخيه ( وهما ابنا أخت القديس أوجين ورحلا معه من مصر لنصيبين)
[7].
(2) دير مار يعقوب الحبيس المصري بقرية صلح
[8].
(3) دير مار لعازر ومار أسيا ومار فولا المصري تجاه حبسناس
[9].
(4) دير القديس موسى الحبشي (الأسود) شرقي قرية حاح
[10].
(5) دير مار فنحاس للراهبات
[11].
(6) قبة المصريين بدير مار كبرييل
[12].
كما تأسست كنائس في هذه المنطقة على أٍماء قديسين أقباط، تذكر منهم:
+ كنيسة مار برصوم (رئيس النساك السرياني) وأنبا بيشوي بقرية عريان
[13].
وعلى أثرهؤلاء الرجال القديسين، اتصلت الرهبنة القبطية بالنساك السريان، وشاعت أخبار قديسي الرهبنة القبطية لديهم، خصوصاً بعد أن تُرجمت سيرهم إلى اللغة السريانية
[14]، ومن ثم قصد البراري المصرية كثير من الرهبان والقديسين السريان لزيارة ولقاء قديسيها العظماء. ومن أشهر هذه الزيارات: زيارة القديس مار أفرام السرياني للقديس الأنبا بيشوي: فقد تاق لزيارة مصر موطن الزهد والتقشف ومنبت النساك للقاء قديسيها وخاصة الأنبا بيشوي: ومما يحكى عن هذه الزيارة أنهما لم يكن أحدهما يعرف لغة الآخر، فصلياً معاً، فألهم الأنبا بيشوي السريانية وألهم مار أفرام القبطية، ومكث مار أفرام بضيافة الأنبا بيشوي اسبوعاً ثم غادره.
وبالرغم من أن بعض المؤرخين ينكرون تماماً هذه الزيارة
[15]، فمن الثابت وبالدليل القاطع أن عشرات الرهبان قصدوا مصر وصحاريها منذ عهد الرهبنة الأول وحتى القرن التاسع عشر على الأقل[16]. ويكفي تدليلاً وجود دير والدة الإله الشهير بدير السريان بوادي النطرون، وسوف يأتي عنه الكلام بالتفصيل في جزء لاحق من هذا المقال.

ثانياً: العلاقات الكنسية بعد مجمع خلقدونية:
في سنة 451م التأم المجمع الخلقيدوني الشهير، وعلى إثره انشطرت كنيسة الله الواحدة الوحيدة إلى قسمين أحدهما غربي والآخر شرقي: القسم الأول يضم كنيستي القسطنطنية وروما وهما يقران بقرارات المجمع السابق الذكر. ولكون الملك في هذا القسم،عُرفت الكنيسة فيه باسم الكنيسة الملكانية "نسبة للملك"، وأما القسم الشرقي فرفض الاعتراف بقرارات هذا المجمع وبالتالياضطهده الملك. وكان يضم كنيستي الإسكندرية وأنطاكية ثم تضامن معهما الأرمن والأحباش وكنيسة مار توما في الهند، ومن هذا التاريخ توثقت العلاقات أكثر فأكثر بين هذه الكنائس، ولا سيما لمجمع الإسكندرية وأنطاكية اللتين تعرضتا لنفس الآلام والضيقات من أباطرة القسطنطينية المؤيدين لمجمع خلقيدونية. فظهر في هذه الفترة قديسي عظيم ومجاهد رسولي كبير هو القديس مار يعقوب الربادعي (500- 578م) الذي اشترك في رسامته البابا ثيؤدسيوس الإسكندري (الـ33) في القسطنطينية سنة 543م مع البطريرك الأنطاكي، الذي من شدة تمسكه بالإيمان المستقيم وكثرة جهاده ونشاطه الواسع أطلق الخلقيدونيون اسمه على شعبي الكنيستين السريانية والقبطية وصاروا يعرفون لفترة طويلة باسم "اليعاقبة" نسبة لهذا القديس العظيم
[17].

مصر تستضيف بطريركاً أنطاكياً:
وعلى أثر الإضطهاد الخلقيدوني، جاء القديس ساويروس البطريرك الأنطاكي (512- 538م) إلى مصر فاراً من بطش الخلقيدونيين سنة 519م وبقى بها حوالي عشرين عاماً، كان خلالها يدير أمور كنيسته بواسطة وكلائه هناك. وعلى الرغم من أنه عاش متخفياً في مصر إلا أن الكنيسة القبطية أحبته وأكرمته أجل إكرام، وعينت له ثلاثة أعياد في السنكسارالقبطي، أحدها عيد مجيئه لأرض مصر (وهو اليوم الثاني من شهر بابه = 12/13 أكتوبر "تشرين الأول") حيث يذكر السنكسار قصة ذهابه إلى أحد أديرة برية شيهيت ودخوله الكنيسة بدير القديس مقاريوس
[18] للصلاة أثناء القداس الإلهي دون أن يعرف الرهبان حقيقة شخصيته، وكيف أن الذبيحة الإلهية اختفت من على المذبح بمجرد دخوله الكنيسة فارتبك الكاهن وجمع الرهبان، ولكن ملاك الرب ارشدهم إلى شخصية القديس المتخفي في زي راهب بسيط، فأدخلوه إلى الهيكل بالإكرام اللائق بالبطاركة، فرجعت الذبيحة مكانها وأكملوا الصلاة بفرح والتهليل[19].
ولما أكمل القديس جهاده بسلام تنيح بمدينة سخا بدلتا مصر ودفن بها أولاً، ثم نقل جسده الطاهر لدير الزجاج بقرب الإسكندرية، حيث كان يسكنه وقتها عدد كبير من الرهبان السريان. وبعد خراب هذا الدير، نقل الرهبان جسده إلى دير السريان حيث يحفظ حتى اليوم بالإكرام اللائق. هذا وقد أكرمت الكنيسة القبطية هذا القديس بعد نياحته بأن جعلت اسمه يذكر في مجمع القداس بعد اسم مارمرقس الرسول مباشرةً، وقبل اسماء العديد من قديسيها العظام مثل: مُعلمنا القديس ديسقورس، والبابا أثناسيوس الرسولي
[20].

تقليد جميل بين الكنيستين:
وبرز في تلك الظروف تقليد جميل بين الكنيستين الشقيقتين، ألا وهو تبادل الرسائل بين بطاركتها جيلاً بعد جيل. حينما يرتقى أحدهما الكرسي الرسولي، يشرح لأخيه البطريرك الآخر ثباته على الإيمان المستقيم جيلاً بعد جيل. ولقد حفظت هذه الرسائل في كتاب واحد مخطوط (يرجع لسنة 1078م) يعرف باسم (اعتراف الآباء) يحوى الرسائل المتبادلة منذ عهد البابا كيرلس الأول البطريرك الإسكندري الـ24 حتى عهد البابا خريستوذولوس (الـ66) المتنيح سنة 1077م
[21]. الذي لم ينتظم بعده تبادل الرسائل نظراً للظروف التي كانت موجودة في وقت رسامة البطاركة أو أحوال البلاد غير المستقرة في كثير من الأحيان.

تبادل البطاركة على الكرسيين:
وحدث في هذا الوقت حادث فريد نادراً ما يتكرر، إذ جلس على السدة البطرسية بأنطاكية البطريرك بولس الثاني الأسود "القبطي الأصل" (550- 575م) الذي كان سكرتيراً للبابا ثيؤدوسيوس الـ33 القبطي، ورشحه لهذا المنصب القديس مار يعقوب البرادعي. وبعد رسامته بسنوات جلس على السدة المرقسية بالإسكندرية البابا دميانوس الأول السرياني الأصل (563- 598م) غير أن العلاقات بين الكنيستين في هذه الفترة لم تكن جيدة أبداً
[22].

راهب قبطي رئيساً لدير سرياني:
كما كان البطاركة يتبادلون بين الكنيستين، كذلك كان رئيس دير مار أوجين (بجبل الإزل بتركيا) في سنة 593م، راهباً قبطياً هو الراهب إبراهيم القبطي.

حلقة جديدة في العلاقات بين الكنيستين:
بعد أن تمتعت الكنيستان بفترة نموذجية للعلاقات بينهما في عهد البطريرك ساويروس الأنطاكي، تعكر صفو هذه الوحدة على عهد البابا دميانوس الإسكندري (الـ35) والأنطاكي الأصل، والبطريرك الأنطاكي بطرس الثالث القلنيقي (571- 591م)
[23]، خصوصاً بعد زيارة البابا دميانوس لبلاد الشرق[24]. وظلت هذه المشاكل حتى عهد البطريرك أثناسيوس الأول الجمال السرياني (595- 631م) الذي سعى لتجديد العلاقة بين الكنيستين بعد قطيعة دامت 28 سنة فزار مصر بصحبة خمسة أساقفة[25]، ومع البابا أنسطاسيوس الإسكندري (الـ36) (605- 616م) في مقره بدير الزجاج بغرب الإسكندرية (في أكتوبر سنة 615م)[26] وأقاموا شهراً معاً يتناظرون في الكتب المقدسة[27].

ضبط ترجمة العهد الجديد:
- وفي هذا الزمان أشتهر توما الحرقلي مطران منبج
[28]، الذي أضطهده دومطينا الملطي بإيعاز من موريقي، فذهب مع بقية الأساقفة الذين هربوا من الغضب إلى مصر وسكن الإسكندرية[29]، وأظهر همة مشكورة إذ ضبط الإنجيل وبقية أسفار العهد الجديد ضبطاً دقيقاً صحيحاً بعد أن تم تفسيرها في "منبج" على عهد المطران فيلوكسينوس وبهّمته[30]. ويُقال إن المطران توما الحرقلي كان ضمن وفد المطارنة السريان في المصالحة مع البابا أنسطاسيوس[31].
- وفي نفس الوقت أشتهر بأنطاكية أهرون القس الإسكندري، الذي كان له مجموعة مؤلفات في الطب، عبارة عن ثلاثين مقالة
[32].
- كما زار مصر في هذه الفترة الحبر السرياني ساويروس أسقف سميساط (المتوفي سنة 643 م) مع أخيه
[33].

العصر العربي: 640-1805م:
أولاً: في عهد الخلفاء الراشدين والدولة الأموية (640-750م):

راهباً قبطياً يتبؤ السدة الأنطاكية:
ذاك هو ثاؤدور الراهب القبطي الأصل الصعيدي المنشأ، الذي أعتلى الكرسي الرسولي بمدينة أنطاكية سنة 649م. حيث بدأ حياته الرهبانية بأسقيط مصر ثم قصد دير قنسرين
[34] وتنسك به.ولما خلا الكرسي البطريركي الأنطاكي رشح لهذه الخدمة المقدسة، فخدم الكرسي حوالي ثماني عشرة سنة ثم رقد بسلام ودفن بدير قنسرين أيضاً[35].

راهب سرياني يُرسم بطريركاً للإسكندرية:
بعد أن خدم راهب قبطي الكرسي الأنطاكي بسنوات قليلة رسم راهب من أصل سرياني لخدمة الكنيسة القبطية، هو البطريرك سيمون الأول (الـ42) 692- 700م، الذي كان سريانياً من أهل المشرق، وجاء به أبوه إلى الإسكندرية وهو صبي، ونذره للكنيسة إكراماً ومحبة للقديس ساويرس الأنطاكي الذي كان جسده بدير الزجاج غرب الإسكندرية حيث ترهب الشاب سيمون وتتلمذ لرئيس الدير، ثم رشح لمنصب البطريرك في الكنيسة القبطية وخدمها حوالي ثماني سنوات
[36].

أرخن سرياني يرعى شئون الكنيسة بمصر:
بعد نياحة البابا سيمون (السابق الذكر) سنة 700م خلا الكرسي الإسكندري أربع سنوات في ظروف صعبة. وفي بداية هذه الفترة تقدم الأرخن أثناسيوس الرهاوي (السرياني) متولي الديوان، وكان رجلاً مؤمناً وقام بمراعاة شئون البيع. ولما طال الأمر تقدم هذا الأرخن الفاضل ومعه كتّاب الأقباط إلى والي مصر عبد العزيز بن مروان وسألوه تعيين أنبا غريغوريوس أسقف القيس قائماً بأعمال البطريرك مدة خلو الكرسي البطريركي، فاجابهم إلى طلبهم لمدة ثلاث سنوات
[37].

دير السريان:
ذكرنا فيما سبق أن الرهبان السريان قصدوا البراري المصرية للتعبد والنسك بها منذ عصور الرهبنة الأولى، وتمركزوا أولاً بدير الزجاج بغرب الإسكندرية حيث تخرج فيه مشاهير منهم. وفيه ضبطت الترجمة الحرقلية، وفيه دفن القديس ساويرس الأنطاكي بعد دفنه بسخا فترة. ثم تفرقوا في سائر الرباري والأديرة المصرية، إلى أن جاءت فكرة تجمعهم في دير واحد يحمل اسمهم، ونفذت هذه الفكرة في الغالب بعد دمار أديرة برية الإسقيط سنة 817م على أيدي البربر في عهد البابا مرقس الثاني ( الـ49). بيد أن المؤرخين مختلفون في تحديد سنة إنشاء ذلك الدير، فيرى البعض أن البداية كانت على أيدي ثلاثة رهبان من تكريت هم متى وأبرام ويعقوب (الأول والثاني منهم أخوان شيقيقان)، كانوا في دير مار ميخائيل
[38]. بصعيد مصر، وانتقلوا إلى الإسقيط في الفترة ما بين 819- 836م، ومعهم عشرة كتب في المكان الذي صار فيما بعد دير السريان[39].
أما البعض الآخر فيعتقد بتقليد من الممكن أن يكون متأخراً نوعاً ما، يقول بشراء الدير من القبط باثنى عشر الف دينار ذهب حتى يتسنى للرهبان السريان المشتتين في الأديرة الآخرى التجمع فيه، وليتمكنوا من استقبال الراغبين في الانضمام إليهم. وينسبون هذه العملية لشخص يدعى "ماروثا بن حبيب التكريتي" التاجر السرياني التكريتي الذي كان يعيش بالفسطاط
[40].
كما يرى البعض ان زيارة البطريرك الأنطاكي ديونيسيوس التلمحري لمصر (سوف يأتي عنها الكلام فيما بعد) قد لعبت دوراً في تجميع الرهبان السريان في دير واحد
[41]، وبالتالي كان تأسيس هذا الدير ، وهذا رأي الكثير من مؤرخي الكنيسة القبطية المعاصرين مثل أ. نبيه كامل داود عضو اللجنة البابوية لشئون الكنائس القبطية القديمة وأستاذ مادة تاريخ الكنيسة بالكلية الإكليريكية بالقاهرة سابقاً.
غير اني لا أحب أن أكرر ما ذكرته بدقة (الباحثة العلامة إفيلين هوايت) عن قصة دير السريان ورؤسائه
[42].

ثانياً: في عهد الدولة العباسية (750- 969 م):

بطريرك أنطاكي يزور مصر مرتين:
في عهد الخليفة المأمون كان والي مصر يدعى عبد الله بن طاهر، وكان حسن السيرة صالحاً في حكمه، وكان له أخ يدعى محمد والياً على الرها وهذا ارتكب من الفواحش في حق السريان الشئ الكثير مما دعا البطريرك الأنطاكي مار ديونيسيوس التلمحري (817- 845م) أن يأتي سنة 827م لمصر لمقابلة الوالي عبد الله بن طاهر، وكان ذلك في عهد البابا يعقوب الأول البطريرك الإسكندري الـ50 (820- 830م) فوصل إلي ميناء تنيس أولاً حيث أستقبله البابا يعقوب على رأس ثلاث ربوات من الشعب مرحبين به معبرين عن فرحتهم بزيارة اول بطريرك أنطاكي لمصر، بعد القديس ساويرس والبطريرك أثناسيوس الجمال
[43]. قدس بكل مدينة حل بها، حتى التقى بالوالي عبد الله الذي عاتبه على تحمله مشاق السفر وحضوره بنفسه إلى مصر قائلاً له: (رسالة منك كانت تفي بالغرض) واعداً إياه بحل مشاكل الرها.
ومما هو جدير بالذكر أن البطريرك الأنطاكي تشفع عند الوالي عن شعب تنيس القبطي الذي كان يعاني من الفقر بسبب الضرائب الباهظة، فقبل الوالي شفاعته وخفض الضرائب عنهم، فعاد البطريرك إلي كرسيه مجبور الخاطر.
أما المرة الثانية التي زار فيها هذا البطريرك مصر فكانت سنة 832م في عهد البابا يوساب الأول (البطريرك52) (831- 849م) في صحبة الخليفة المأمون نفسه، إبان احتدام الثورة التي قام بها أهالي شمال الدلتا سنة 832م بسبب كثرة الضرائب والخراج المفروضة عليهم. وهى الثورة التي أضطرت الخليفة العباسي للحضور إلى مصر على رأس جيشه للقضاء عليها ولكنه لم يفلح، فلجأ إلى البطريرك الأنطاكي ليساعده على ذلك. فتقابل البطريرك الأنطاكي مع البابا يوساب الأول الذي كان قد وجّه رسائل إلى شعبه بتلك البلاد تحثهم على طاعة الخليفة وعدم عصيانه، لكنهم زادوا في عنادهم مما جعل الخليفة ينهى المسألة بالقوة، وأسر من البشامرة
[44]والبشرودين[45] العدد الوفير، فبيع بعضهم عبيداً بأسواق دمشق وبغداد، كما أخذ الخليفة عدداً منهم عبيداً في قصره، وظلوا في هذا العمل حتى عهد خليفته الخليفة المعتصم.
وفي عهد هذا الخليفة أرسلت القوات العربية لمحاربة الزطيين المقيمين وسط المياه عند مصب دجلة والفرات، وكانوا شعباً متمرداً ومصدر إزعاج للخلفاء، ولم يستطع الجيش قهرهم لكونهم يقاتلون في الزوارق، فأرسل الخليفة إليهم الأقباط الذين كان قد سباهم والمعتادين على الحياة في المياه، فكانوا يغطسون في الماء كالسمك دون أن يراهم أحد ويمطرون الزطيين بالنبال ويهربون، وهكذا هزم البياميون الزطيين، وقبض عليهم وعلى نسائهم وأطفالهم وزجوا في سجن بغداد ثم أعدموا. وبعد الانتصار الذي حققه الاقباط ضد الزطيين، أحبهم الخليفة واختار منهم جماعة يعلمون في خدمته وحدائقه وبساتينه، وأخرين لينسجوا أقمشة قطنية، نظراً غلى اشتهارهم بهذه الحرفة، وأذن للبقية بالعودة إلى وطنهم. ولكنهم لسوء الحظ غرقوا في البحر بعد ما عصفت الزوابع بسفنهم
[46] .

ثالثاً: في عهد الدولة الفاطمية (969 – 1171 م):

1- انتخاب شخصان من السريان بطاركة للأقباط:
على المستوى الرسمي في هذا العهد انتخاب شخصان من الكنيسة السريانية ليتبؤا الكرسي الرسولي الإسكندري كبطاركة للأقباط. أولهما كان البااب ابرآم بن زرعة، التاجر السرياني المقيم بمصر، الذي صار البابا ابرام بن زرعة البطريرك الـ 62 (968م- 971م)، والذي في عهده تمت معجزة نقل جبل المقطم، وأُضيف صوم نينوى إلى أصوام الكنيسة القبطية
[47]. أما الثاني فكان الشماس أبو الفرج بن أبي السعد بن زرعة الذي كان مستوفي الديوان الخاص، الذي صار البابا مرقس الثالث بن زرعة البطريرك الـ 73 (1157- 1180م)[48].

2- سكنى الرهبان السريان بالأسقيط:
أما على الصعيد الرهباني فقد سجل لنا المؤرخ القبطي موهوب ابن منصور ابن مفرج الاسكندراني الشماس في الإحصاء الذي عمله لرهبان برية الأسقيط في شهر برمهات سنة 804 ش (= سنة 1088م) عدد الرهبان السريان سُكّان ديرالسيدة العذراء الخاص بالسريان، وقال أنهم ستون راهباً. كما سجل لنا خبر أخر هام وفريد، بل قد يكون نادراً من نوعه وغير مكرر، ألا وهو: سكن راهبان فقط في مغارة القديس الأنبا موسى الأسود، أحدهما كان سريانياً والأخر قبطياً
[49].

3- جدل بين الكنيستين حول مادة القربان المقدس:
في عهد البابا خريستوذولوس البطريرك الإسكندري الـ66 (1047-1077م)، والبطريرك الأنطاكي يوحنا بن شوشان (1063-1073م) حدث جدل بين الكنيستين حول مادة القربان المقدس المستخدم في سر الإفخارستيا. حدث هذا الجدل حينما منعت الكنيسة القبطية أبناء ربيبتها السريانية المقيمين بمصر، من إدخال الملح والزيت إلى القربان المقدس. حيث أن التقليد القبطي يقضي بأن القربان المقدس لابد أن يكون خالاً من الملح والزيت، بينما يقضي التقليد السرياني أنه لابد أن يحويهما دلالة على بعض الرموز من العهد القديم، وإستناداً على العديد من أقوال بعض معلمي البيعة (خصوصاً البطريرك ساويروس الأنطاكي). فأرسل البطريرك السرياني رسالة لنظيره القبطي شرح فيها فلسفة آباء الكنيسة السريانية من إضافة هذه المواد للقربان المقدس
[50]. فتقبلها البابا القبطي بهدوء، وأنتهى الجدل هو هذه المسألة.

رابعاً في عهد الدولة الأيوبية (1171- 1250 م):
وحد الأيوبيون بين بلاد الشام ومصر حينما أخضعوا كلا البلدين تحت حكمهم الواحد، مما سهل حركة تنقل السريان لمصر. كما قصد المصريون بلاد الشام للتجارة وأستقر بعضهم بها، ومن ثم تكون مجتمع قبطي صغير في بلاد الشام. وكان مطران دمياط القبطي مسئولاً عنه في بداية الأمر، وكان يزورهم كلما أتيحت له الفرصةن وسجل لنا التاريخ خبر زيارة الأنبا ميخائيل مطران دمياط (مابين عامي 1157- 1208م) للقدس وبلاد الشام حيث زار دير السيدة العذراء بصيدنايا في 22 برمودة سنة 900 ش (17 أبريل 1184م)
[51]، بل يذهب البعض إلى القول باحتمال وجود مذبح قبطي بكنيسة السيدة العذراء الكبرى بدير صيدنايا أسوة بسائر الطوائف الآخرى التي تملك مذابح في هذه الكنيسة[52].
كما سجل لنا التاريخ خبر زيارة الأسقف يوحنا أسقف دمشق لمصر في مهمة من جانب يوحنا البطريرك الأنطاكي إلى البابا يوحنا الثامن بطريرك افسكندرية 1211م تقريباً
[53].

تزايد هجرة الأقباط للشام:
في عهد البابا كيرلس الثالث بن لقلق البطريرك الـ 75 (1235– 1242م)، حدث غلاء شديد في كل بلاد مصر، مما جعل الكثيرين من الأقباط يهجرون بلادهم قاصدين مصدراً للرزق في بلاد أخرى، فقصد عدد كبير منهم بلاد الشام، ولما تزايد عددهم صارت لهم كنيسة بدمشق، وأرسل لهم البابا كيرلس رسالة يتفقدهم بها
[54]، يفهم منها أن الشعب القبطي بدمشق كثير العدد ولهم كهنة وشمامسة ومن الشعب أراخنة كثيرون. ومن أشهرهم الشيخ المؤتمن بن العسال، والأنبا خريستوذلوس (عبد المسيح) بن الدهيري، جاء من الشام وسكن بدير الشهيد فليوتاؤس ببركة الحبش حيث تعرف بالبابا كيرلس قبل رسامته، وقيل إنه الشخص الوحيد الذي لم يأخذ منه البابا كيرلس مالاً عند رسامته[55]، والأنبا بطرس المعروف بابن الراهبة أسقف طمبدي (عم البابا غبريال الثالث 77)[56] .

أزمة في العلاقات القبطية السريانية:
لما وجد البابا كيرلس الثالث أن الشعب ببلاد الشام يتكاثر وأن بعضهم يتقدم لرتب الكهنوت دون استحقاق ودون فحص
[57] فكر في رسامةمطران قبطي للقدس على أن تشمل إيبارشية بلاد الشام والساحل حتى نواحي الفرات، ونفذ هذه الفكرة فعلاً في السنة الثانية من بطريركيته وهى سنة 1236م. وكانت هذه هى المرة الأولى في التاريخ التي يُرسم فيها مطران قبطي للقدس، وقد دعاه باسم الأنبا باسيليوس[58]. غير أن هذا الأمر أغضب البطريرك الأنطاكي المعاصر مار أغناطيوس الثالث داود (1222- 1252م) لأن أملاك الأقباط بالقدس كانت تدار من قبل بواسطة السريان، ووجه رسالة للبابا كيرلس الثالث معترضاً على رسامة هذا المطران[59]، كما رد على هذا الموقف برسامة راهب دعى (توما) مطراناً على الحبشة الخاضعة للكرسي الإسكندري.
غير أن البابا كيرلس الثالث أنتهز فرصة قدوم البطريرك الأنطاكي للدق، فارسل له أسقف الخندق واحد قساوسة مصر بهدية من هدايا مصر وحملاً غليه رسالة من البطريرك الأنطاكي الأمر بهدوء واقتنع بضرورة وجود مطران قبطي في القدس والشام لرعاية وإدارة مصالحهم بهما، وتم الصلح بينهما، فأمر البابا كيرلس كنائسه بكل مصر، بأن تذكر اسم البطريرك الأنطاكي في جميع الصلوات والقداسات بجميع البيع والأديرة، بكافة المدن والقرى
[60].

دير قبطي ببلاد الشام:
سبقت الإشارة إلى وجود كنيسة قبطية بدمشق، كذلك وصلنا خبر وجود دير قبطي ببلاد الشام، مما يفهم منه هجرة عدد من الرهبان لبلاد الشام حيث كانوا يسكنون هذا الدير، وكان الدير باسم القديس نار إلياس
[61]بالقرب من قرية (القريتين) بالقرب من حمص- سوريا، وكان يقوم بخدمة هذا الدير راهب نشيط يدعى القس جرجس الراهب، ولكن عدو الخير دخل في قلب شقيقه فاغتصب إدارة الدير وأساء التصرف فيه. فلما بلغ الأمر البابا كيرلس الثالث حزن وأرسل رسالة للبطريرك أغناطيوس الثالث داود الأنطاكي[62] بشأن حالة الدير المذكور، طالباً تدخله إذ قد تعذر على المطران القبطي بالقدس الأنبا باسيليوس أن يعمل شيئاً تجاه هذا الاغتصاب.
كما توصلنا إلى معرفة اسم راهب قبطي اخر عاش بهذا الزمان، ويبدو أنه كان أحد رهبان هذا الدير، وهو القمص سعد الله الحمصي، الذي كتب بخطه أحد المخطوطات المحفوظة بدار البطريركية السريانية إلى اليوم
[63].

خامساً: في عهد دولة المماليك البحرية (1250 – 1382 م):

بطاركة أقباط من الجالية القبطية بدمشق:
ذكرنا فيما سبق تكوين مجتمع قبطي ببلاد الشام في عهد الدولة الأيوبية، ومع تكاثر الطائفة القبطية ببلاد الشام قدمت للكنيسة القبطية مجموعة من أحبارها نذكرهم حسب ما توفرت لنا أخبارهم:
1- البابا غبريال الثالث البطريرك الـ 77 (1268- 1271م).
2- البابا يؤانس العاشر البطريرك الـ 85 (1363- 1369م) وكان معروفاً باسم يؤانس المؤتمن الشامي.
زيارة راهب سرياني للتعلم بمصر:
لم تنقطع الصلات بين الرهبان السريان والأقباط حتى في أوقات أزمات العلاقات الرسمية بين الكنيستين الشقيقتين. وقد سجلت لنا كتب التاريخ زيارة قام بها راهب سرياني من رهبان ديرة القطرة يدعى الراهب دانيال المارديني المعروف بابن عيسى (1327- 1382م)، وقد جاء إلى مصر طلباً للعلم سنة 1356م، واقام بها زهاء سبع عشرة سنة. وبعد أن نهل منه ما شاء، عاد إلى بلاده ووضع جملة مصنفات جميلة مفيدة منها كتاب أصول الدين وشفاء قلوب المؤمنين
[64].

سادساً: في عهد دولة المماليك البرجية (1382- 1517 م):

رسامة بطريرك أنطاكي بمصر:
في عهد البابا غبريال الخامس البطريرك الـ 88 (1409- 1427م) حدث أمر فريد في التاريخ، ولم يتكرر حتى الآن. كانت الظروف السياسية المحيطة بالكرسي الأنطاكي تحول دون اجتماع المطارنة لرسامة بطريرك جديد بعد خلو الكرسي الأنطاكي سنة 1421م. فرشح مجمع دير الزعفران المفريان مارباسيليوس بهنام مفريان المشرق
[65] للمنصب البطريركي، فقصد مصر قادماً من أورشليم بصحبة المطران مار كيرلس المعروف بابن نيشان مطران القدس السرياني، طالباً الرسامة من الكرسي الإسكندري فقام البابا غبريال بعقد مجمع تقرر فيه تكليف الآباء الأساقفة: أنبا ميخائيل اسقف سمنود المعروف بالغمري، أنبا غبريال اسقف اسيوط الشهير بابن كاتب القوصية الذي كان رئيساً لدير أبي مقار، أنبا كيرلس بن نيسان مطران أورشليم السرياني، بالإضافة إلى القس الأسعد أبي الفرج كاهن بيعة مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة (الذي صار فيما بعد البابا يؤانس الحادي عشر) بالقيام بهذه الرسامة، وتمت الرسامة بكنيسة الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بدرب البحر بمصر المحروسة في سنة 1138 ش (الموافقة 1421م). وبعد الرسامة سافر البطريرك الأنطاكي إلى أورشليم بعد أن زوده البابا غبريال بكل ما يحتاج إليه، وقد ودعه كثير من الكهنة والأراخنة حتى وصلوا به إلى المطرية[66].

البطريرك الأنطاكي يعود لمصر زائراً:
زار هذا البطريرك الأنطاكي مصر مرة أخرى سنة 1416ش (1430م) للقيام بتهنئة البابا يؤانس الحادي عشر (الـ89) على اعتلائه السُدة المرقسية، لسابق المعرفة به عند رسامته بمصر، فالبابا يؤانس هو القس الأسعد أبو الفرج الذي شارك في رسامة هذا البطريرك الأنطاكي بمصر كما سبق وأشرنا. فاحتفى به البابا يؤانس جداً، وتشاركا في الخدمة الكهنوتية، وفرحت به البيعة وكل الشعب الأرثوذكسي
[67]. كما عرج هذا البطريرك على صحراء وادي النطرون وزار أديرته، وقد سجلت هذه الزيارة على جدران كنيسة السيدة العذراء بحصن دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون[68]. كما زار قداسته بيت كاهن سرياني مبارك يُدعى القس يوحنا ابن العشير الذى كان يقطن بحارة النصارى بسويقة صفية بالقاهرة المحروسة[69]. لعله كان هذا الأب أحد كهنة السريان المكلفين بخدمة الرعية السريانية بمصر يومئذ.

تكريس الميرون مرة بمصر لصالح السريان سنة 1430م:
وقبل أن يغادر البطريرك المذكور مصر عائداً لبلاده، صرح للبابا يؤانس الحادي عشر عن نفاذ الميرون المقدس من كرسيه، وعدم وجود حتى الخميرة التي يقدسه بها، وأن هذا كان أحد الأسباب القوية لهذه الزيارة لمصر
[70]. فأعد البابا يؤانس مستلزمات الميرون، وأشتركا الأبوين الطوباويين في عملية الطبخ المقدسة، وأشترك معهما المطران كيرلس السابق الذكر، وأشترك معهم كهنة الأقباط والسريان. ولما أكملوا عملية الطبخ كالمعتاد (حسب الطقس القبطي)، حملوه ليلة الشعانين إلى كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة وأودعوه داخل المذبح، وحضر البطريرك والمطران والكنهة السريان إلى القلاية البطريركية بحارة الروم وأقاموا بها ضيوفاً كراماً، حتى يوم خميس العهد حيث أحضروا الميرون المقدس وأكملوا عليه الصلوات والدورات الخاصة به، وفي سحر يوم القيامة المقدسة أودعوا فية الخميرة القديمة وأتموا بذلك طبخه وتقديسه. ومما هو جدير بالذكر أن البطريرك السرياني بقى بمصر حتى أخر شهر أمشير من هذه السنة حيث غادرها متوجهاً إلى القدس[71]، وقد أرسل معه البابا يوأنس الكهنة الأقباط لتوديعه حتى منية صرط (مسطرد حالياً)[72].

الكهنة السريان يُشاركون في قداس تقديس الميرون سنة 1461م:
ومن الطريف أن هذا القرن شهد إشتراك الكهنة السريان لمرة أخرى في عملية تقديس الميرون، حيث إشتراك أثنين من الكهنة السريان المقيمين بمصر لخدمة الرعية السريانية بها، في فرحة الكنيسة القبطية بعملية طبخ وتقديس الميرون المقدس التي جرت على عهد قداسة البابا متاؤس الثاني الـ 90 سنة 1177 ش (1461 م). أما اسمهما فكانا: القس يوسف ابن القس يعقوب المعروف بابن الحدب
[73]، والقس العلم يوحنا المعروف بابن الحويس[74]. وهذا الأخير هو الذي قرأ فصل من رسالة البولس عربياً في قداس التقديس يوم خميس العهد (الموافق 2/4)، وقرأ في أوله مديح للرسول الطاهر بولس، وفي أخره مديح للآباء البطاركة الأرثوذكسيين، أنبا متاؤس وأنبا أغناطيوس[75]، طالباً أن يديم الرب أيام رئاستهما[76].

زيارات أخرى متفرقة:
في هذا العصر زارت مصر أيضاً مجموعة من رهبان ومطارنة االسريان وصلت إلينا بعض أخبارهم نذكرهم حسب ما توفرت لنا المعلومات، وبحسب الترتيب الزمني:
(1) الراهب يوحنا بن شئ الله: قصد مصر للتعمق في العلوم البيعية والعقلية، ولما عاد لوطنه رشح لخدمة البطريركية الجليلة، فرُسم باسم مار أغناطيوس يوحنا الرابع عشر (1484- 1493م)
[77] .
(2) المطران مار اثناسيوس إبراهيم مطران بلاد المعدن: زار مصر حوالي سنة 1508م أو قبلها بقليل في عهد البابا يؤانس الثالث عشر البطريرك الـ94 (1483- 1524م)، طالباً من البابا التدخل بينه وبين بطريركيته الطور عبديني لحل مشاكل بينهما، فكتب له البابا يؤانس رسالة للبطريرك الأنطاكي حسب طلبه
[78].
وتحتفظ مكتبة البطريركية بالقاهرة بتقليد رسامة شماس سرياني من بلاد المشرق على هيكل مارمرقس والشهيد أسطفانوس بكنيسة الأقباط اليعاقبة بدير الأنبا بيشوي الذي يعرف بدير السريان، وكان ذلك يوم الثلاثاء 1 طوبة سنة 1224ش (الموافق 28 ديسمبر سنة 1507م)
[79]، ومن المحتمل أن يكون المطران السابق الذكر هو الذي قام بهذه الرسامة.
(3) المطران مارغريغوريوس يوسف الرابع الكرجي (1510- 1537م): في سنة 1516م زار أديرة الأسقيط ولا سيما دير السريان في برية شيهيت، وقد جمع في هذه الزيارة طقس تلبيس الإسكيم الدلد عن الطقس القبطي والحبشي وأصدره سنة 533
[80]
(4) الراهب القس سمعان والراهب القس مكرم: اللذان جاءا إلى مصر في هذا الزمان ولكن دون تحديد تاريخ، لجمع الصدقات من المؤمنين. فكتب لهما البطريرك طرس بركة ليسهل لهما هذا الغرض
[81].

سابعاً: في عهد الدولة العثمانية (1517- 1805 م):
زيارات لمطارنة ورهبان سريان لمصر وأنتهاء وجود الرهبان السريان بدير السريان:
شهد هذا العصر بعض الزيارات من قبل المطارنة والرهبان السريان لمصر، كما شهد اختصار الوجود السرياني بدير السريان بوادي النطرون. ونذكر هذه الزيارات التي توفرت لنا معلوماتها:
1- مار ديسقورس منصور أسقف دير مار موسى بالنبك: (ما بين عامي 1598- 1630م):
زار هذا الأسقف مصر حوالي سنة 1602م بعد أن تجمدت عليه ديون كثيرة، فجاء طالباً مساعدة المؤمنين من السريان والقبط، فأكرمه المؤمنون: غير أنه أدخل نفسه فيما لا يعنيه وحرم القس إبراهيم السرياني كاهن الرعية السريانية بمصر، وكان ذلك في عهد البابا إلي خدمته كاتب البطريرك الأنطاكي المعاصر (مار أغناطيوس هداية الله 1597- 1639م) برسالة يشرح فيها أخطاء هذا الأسقف، ومما جاء في هذه الرسالة اسم رئيس دير السريان في ذلك الوقت- (حوال سنة 1602م)القمص إبراهيم البلوطي القبطي[82]، مما يفهم منه تناقص عدد الرهبان السريان بهذا الدير أمام إزدياد عدد الرهبان الأقباط وأصبح الرئيس من الفريق الأكبر عدداً.

2- الراهب توما المارديني:
زار هذا الراهب دير السريان سنة 1624م وسجل ما يفيد تناقص عدد الرهبان السريان جداً بهذا الدير[83]مما يؤكد الأستنتاج الذي قدمناه بالفقرة السابقة. ومما هو جدير بالذكر أن هذا الراهب شاهد مكتبة الدير في أواخر عهد مجدها وعلق قائلاً (وشاهدت بها صحفاً كثيراً مكومة بلا حساب ولا عدد..)[84].
3- مارغريغوريوس جرجس الفتال مطران القدس (1748- 1773م): زار مصر في سنة توليه مطرانية القدس لجمع الحسنات من المؤمنين لتعمير دير مار مرقس بالقدس، وفي هذه الزيارة عقد مجالس للمناظرة مع الراهب انطون اليسوعي، مبيناً له صحة الأعتقاد بالطبيعة المتجسدة بعد الإتحاد، كما أجرى مناظرة أخرى مع المعلم نخلة اللاتيني شهدها كهنة الأقباط. وبعد عودته من مصر صنف كتاباً اسماه ( الأعتقاد الصحيح في تجسد المسيح) أفتتحه بسرد مناظرته للراهب أنطون اليسوعي بمصر
[85].

ثالثاً :في العصر الحديث والمعاصر: من سنة 1805م حنى كتابة هذه السطور (2005م):
في هذه الفترة التي تشمل القرنين التاسع عشر والعشرين، قل التواجد الرهباني السرياني بمصر، ولكن زاد التقارب بين الكنيستين وقد وصلت لنا عدة أخبار عن زيارات متبادلة بين رهبان وأحبار الكنيستين نذكرها بإيجاز كما يلي:

1- الراهب أشعياء دبك الصددي:
ترهب بدير الزعفران، جاء لمصر في أواسط القرن التاسع عشر وتنسك بدير الأنبا أنطونيوس أثنتي عشر سنة، وخدم بالكنيسة المرقسية الكبري بالأزبكية في عهد البابا ديمتريوس الثاني (الـ111)، (1861- 1868م) عاد لبلاده فترة ثم رجع لمصر سنة 1880م. وفي هذه المرة أحضر معه أبن شقيقته "ناعوم" الذي صار الأسقف إيسيذورس فيما بعد). رقاه البابا كيرلس الخامس البطريرك 112 (1874- 1927م) لدرجة القمصية وعينه وكيلاً لبطريركية الإسكندرية سنة 1882م أثناء الثورة العرابية، فخدمها بكل أمانة وإخلاص، غير أن صحته اعتلت فعاد لبلاده حيث رقد بالرب سنة 1887م بحمص
[86] . وهو الشخص السرياني الوحيد الذي تولى مسئولية بطريركية الإسكندرية القبطية كما نعلم حتى الآن.

2- القمص فيلوثاؤس إبراهيم يزور سوريا:
لعلها الزيارة الاولى من نوعها على ما نعرف التي يقوم بها كاهن قبطي منذ سنوات طويلة لسوريا، تلك التي قام بها القمص فيلوثاؤس إبراهيم بغدادي (1837- 1904م) في سنة 1866م للقدس ثم لسوريا حيث زار كنيسة السريان الأرثوذكس بدمشق، وسمح له البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثاني (1847- 1871م) أن يقيم القداس الإلهي بالطقس القبطي على مذبح تلك الكنيسة
[87].

3- الراهب عبد الأحد مستى :
زار مصر سنة 1884م وقصد دير البراموس وسكن فيه سنة حيث تنسك (ببرج العمود) متعبداً ومجتهداً، فظهر له إبليس بشكل مجسم فغلبه بعون الله، ثم سكن دير الانبا انطونيوس سنتين ثم عاد لبلاده، فرسم مطراناً باسم فيلكسينوس عبد الأحد مستي رئيساً لدير مار أوجين بطور عبدين في 13/3/1908، ورقد في 25/7/1912م
[88] .
4- قداسة البطريرك مار اغناطيوس بطرس الرابع (1872- 1894م):
زار قداسته مصر في طريق عودته من إنجلترا قاصداً الهند
[89] التقى بالخديوي إسماعيل[90]. وغادر البلاد قاصداً يوم الجمعة 25/4/1875م وعند سفره اخذ معه ذخائر كنيسة ماربهنام السريانية بفم الخليج بدير مارمينا[91].
5،6 - صاحبا النيافة مارقوريلوس جرجس المارديني المطران العام (1860- 1917م)، ومار يوليوس عبد المسيح بصمه جي مطران أمد (1860- 1892م):
زارا مصر معاً سنة 1877م للتبرك من مقادسها
[92].
7- قداسة البطريرك مار أغناطيوس عبد الله الثاني (1906- 1915م):
زار مصر في طريق عودته من الهند للقدس في نوفمبر سنة 1911م والتقى بقداسة البابا كيرلس الخامس، وتبادلا الحديث في مشكلة الأسقف إيسيذورس
[93].

8- العلامة الأسقف إيسيذورس (1897- 1942):
ولد في أسرة سريانية بصدد (حمص- سوريا) سنة 1867م. جاء لمصر صبياً مع خاله القمص إشعياء الصددي سنة 1880م، وتعلم بمدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة، ثم عمل مدرساً بالمرسة المرقسية بالإسكندرية. ترهب بدير الرباموس باسم الراهب "افرام السرياني" الرباموسي ورسم قساً فقمصاً ثم رشح ليكون اسقفاً لكررسي ابو تيج لكنه اعتذر وأختفي لئلا يرسم، غير أنه رسم اسقفاً باسم الأنبا إيسيذورس في 18/10/1897م على دير البراموس وناظراً لمدرسة البابا كيرلس الخامس اللاهوتية. ولعلها المرة الأولى في التاريخ الذي يرسم فيها اسقف لدير البراموس، ويكون هذا الأسقف سرياني الجنس، غير أنه أختلف مع الرئاسات الكنسية، وحكموا عليه بالتجريد من رتبه بقرارين من المجمع المقدس بتاريخ 1/1/1898م، 2/7/1899م فعكف على الدراسة والبحث وتخصص في مجال الدفاع عن المعتقد الأرثوذكسي والكنيسة القبطية خاصة، فأنتج عدداً غير قليل من الكتب التاريخية واللاهوتية.
ومما لا شك فيه أن موضوعه قد اثر سلباً على العلاقات السريانية القبطية خصوصاً في عهد البطريرك الأنطاكي مار اغناطيوس عبد المسيح الثاني (1895- 1905م) الذي عينه نائباً بطريركياً لرعاية السريان المقيمين بمصر باسم مارقوريلس إيسيذورس، غير أن الأسقف نفسه رفض هذا العمل، كما سبق الذكر، وبقى موضوعه مجمداً حتى سنة 1941م حيثما حالله البابا يؤانس التاسع عشر البطريرك 113، ورقد في الرب في يوم 19/1/1942م
[94].

9- الرهبان السريان يدرسون بالمدرسة الإكليريكية القبطية بالقاهرة:
غير أن في هذه الأثناء حدث أمر إيجابي جداً وربما للمرة الأولى في التاريخ، حيث قد وصل في 13/12/1927 م مجموعة مكونة من ثلاثة من شباب الرهبان السريان للدراسة اللاهوتية بالمدرسة الإكليريكية القبطية بمهمشة بالقاهرة، حيث أنتظموا بها لمدة سنة دراسية واحدة، ثم غادورا مصر في ظروف خاصة. وهؤلاء كانوا الرهبان: بطرس صوما، وعبد الله الحفري، ويشوع صموئيل. وهذا الأخير صار فيما بعد مطراناً على القدس سنة 1946 م، وقد قام بدور ليس بقليل في موضوع دراسة ونشر مخطوطات وادي قمران المُكتشفة سنة 1948 م
[95].

10- أربعة أحبار أقباط يُجنزون المطران السرياني بالقاهرة:
حينما ترملت إيبارشية النيابة البطريركية السريانية الأرثوذكسية بمصر بسبب نياحة مطرانها مار قوريلس ميخائيل أنطون في الرابع من شهر مارس (آذار) 1955 م، وإذ لم يوجد أحد من الكهنة السريان في مصر لتجنيزه
[96]، فأناب قداسة البابا يوساب الثاني الـ 115، أربعة من أحبار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لتجنيز نيافته، وهؤلاء الأحبار كانوا: أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء المتنيح الأنبا لوكاس مطران منفلوط وأبنوب (1930-1965م)، والمتنيح الأنبا يوأنس مطران الجيزة القليوبية ومركز قويسنا وسكرتير المجمع المقدس (وقتئذ) (1948-1963م)، والمتنيح الأنبا ياكوبوس مطران القدس والشرق الأدنى (1946-1956م)، والمتنيح الأنبا باخوميوس أسقف ورئيس دير المحرق (1948-1964م) [97].
11- قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث (1957- 1980م):
بعد المشاكل التي سببتها أزمة الأسقف إيسيذورس كانت العلاقات القبطية السريانية شبه مُجمدة، حتى تبوأ الكرسي الأنطاكي قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي، الذي عمل بكل قوته على إعادة هذه العلاقات على نفس مستواها القديم، فقام بزيارة مصر عدة مرات نذكرها فيما يلي:

زيارة يناير (كانون الثاني) 1959م:
زار مصر للمرة الأولى في شهر يناير (كانون الثاني) 1959م أثناء خلو الكرسي البطريركي بعد نياحة البابا يوساب الثاني (+ 1956م) وقبل رسامة البابا كيرلس السادس. وكان بصحبته في هذه الزيارة صاحبا النيافة مارديونيسيوس جرجس بهنام القس مطران حلب وتوابعها (1950- 1979م)، ومار ميلاطيوس برنابا مطران حمص وحماه (1957- 1998م)، والسكرتير البطريركي الربان زكا بشير عيواص (قداسة البطريرك زكا الأول عيواص فيما بعد)
[98]، وقد كانت زيارة محبة وتقارب بين الكنيستين[99] ومن الطرائف التي قيلت في هذه الزيارة إنها جاءت في زمن الوحدة بين مصر وسوريا (1958 – 1960م) بينما الرئيس جمال عبد الناصر الرئيس المصري يحكم البلدين والكرسي البطريركي بمصر خالٍ. وانتشرت إشاعة أن هدف الزيارة أن تكون الوحدة تامة بين البلدين الرئيس مصري في الدولتين، والبطريرك سوري في الكنيستين، وأن البطريرك الأنطاكي جاء لتسلم مقاليد الخدمة في الكنيسة المصرية[100]، غير أن هذا الهدف لم يكن وارداً أبداً في ذهن البطريرك الأنطاكي، الذي جاء لمصر في زيارة مودة ومحبة هدفها إعادة العلاقات القبطية الأنطاكية إلى سالف عهدها، ولتفقد شعبه السرياني بمصر.

مؤتمر أديس أبابا الأرثوذكسي:
دعا الأمبراطور هيلاسيلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا الكنائس الأرثوذكسية الشرقية غير الخلقيدونية لعقد مؤتمر يجمعهم للمرة الأولى بعد الإنشقاق الخلقيدوني، وكان ذلك في عاصمة بلاده "أديس أبابا" في يناير 1965م، فاجتمعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية وربيبتها الكنسية الهندية الأرثوذكسية والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في كل من أرمينيا ولبنان مع الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية وأتخذت عدة قرارات مهمة في ختام هذا المؤتمر.
وعلى هامش أعمال هذا المؤتمر عقدت الكنيستان القبطية والسريانية جلسات خاصة ووقعتا على إعلان وثيقة موحدة ضد وثيقة مجمع الفاتيكان القائلة بتبرئة اليهود من دم المسيح
[101]. وعلى أثر هذا المؤتمر اتخذ المجمع المقدس للكنيسة الارثوذكسية قراراً في جلساته المنعقدة في الفترة بين 8- 13 فبراير سنة 1965م برئاسة قداسة البابا كيرلس السادس أن يذكر اسم البطريرك الأنطاكي في كل خدمة كهنوتية بعد اسم البابا الإسكندري، وذلك في سائر كنائس الكرازة المرقسية. ورد المجمع المقدس الأنطاكي على هذا القرار بقرار مماثل في جلسته المنعقدة بدمشق في 14/4/1965م في منشور بطريركي صدر في 15/7/1965م تلي في سائر الكنائس الخاضعة للكرسي الأنطاكي[102].

احتفالات مارمرقس بمصر:
في يونيو سنة 1968م احتفلت مصر بمرور تسعة عشر قرناً على استشهاد مارمرقس الرسول مبشرها بالمسيحية،وأقيمت احتفالات خاصة بهذا الشأن شملت غرجاع جزء من رفاته من روما وأفتتاح الكاتدرائية الجديدة بالعباسية. ودعت الكنيسة القبطية سائر رؤساء الكنائس العالمية لمشاركتها الفرحة بهذه المناسبات، فلبى الدعوة البطريرك الأنطاكي مار أغناطيوس يعقوب الثالث وشارك في سائر الاحتفالات بل والفى كلمة في صباح الثلاثاء 25/6/1968 بمناسبة افتتاح الكاتدرائية الجديدة، كانت تنم على مدى الصلات المشتركة بين الكنيستين
[103]. وكانت هذه هى الزيارة الثانية لقداسته لمصر.

أرخن قبطي يستقبل البطريرك السرياني بجنيف بسويسرا:
عندما زار غبطة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث مجلس الكنائس العالمي بجنيف عام 1971، دعاه المرحوم د. موريس ميخائيل أسعد، الذي كان يعمل وقتها في المجلس بجنيف، للعشاء مع السكرتير العام للمجلس دكتور يوجين كارسون بليك وبعض رؤساء اقسام المجلس، وكذلك القمص صليب سوريال الذي تصادف وجوده بجنيف في ذلك الوقت للمشاركة في أحد مؤتمرات المجلس. وقد اصطحب د.موريس أسعد البطريرك الأنطاكي في زيارة المعهد المسكوني في بوسي القريبة من جنيف وفي بعض الزيارات الأخرى.

البطريرك الأنطاكي يشارك في رسامة البابا القبطي:
إنها المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها اشتراك بطريرك سرياني أرثوذكسي في رسامة بابا إسكندري، تلك التي تمت في 14/11/1971م، حينما شارك البطريرك يعقوب مار أغناطيوس الثالث في رسامة البابا شنودة الثالث، وكان في صحبة قداسته صاحبا النيافة مار اثناسيوس يشوع صموئيل مطران أمريكا وكندا ومارسويريوس حاوا النائب البطريركي بالقاهرة، والربان جورج صليبا مدير مدرسة مار افرام اللاهوتية بالعطشانة والسكرتير البطريركي. واثناء الحفل القى قداسته كلمة مناسبة
[104]، كما وقع على تقليد رسامة قداسته في صباح اليوم التالي[105].
ووقتها قام المرحوم د. موريس أسعد بمصاحبة البطريرك لزيارة كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالمعادي. وقد سجل البطريرك كلمة في الكنيسة بمناسبة هذه الزيارة.

زيارة بابا الإسكندرية لمقر البطريركية النطاكية بسوريا:
برغم ان أربعة بطاركة من أصل سرياني قد جلسوا على السدة المرقسية إلا أن التاريخ لم يسجل أي زيارات لمواطنهم أو للكنيسة الأنطاكية لتدعيم العلاقات معها، إلا زيارة البابا دميانوس البطريرك 35 إلى بلاد المشرق كما سبق وأشرنا. ولم تكن العلاقات مع الكرسي الأنطاكي في عهده على ما يرام. لكن في العصر الحديث جاءت أول زيارة يقوم بها البابا شنودة الثالث بعد اعتلائه الكرسي المرقسي إلى عدد من الكراسي الرسولية بأرمينيا والاتحاد السوفيتي ولبنان وسوريا وتركيا، وبالتحديد في صباح الأربعاء 18/10/1972م زار البابا شنودة مقر البطريركية السريانية الأرثوذكسية بدمشق فاستقبله قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث بالأكرام اللائق(لاحظ الصورة في بداية هذا المقال)
[106].

إحتفالات القديس أثناسيوس بمصر:
احتفلت الكنيسة القبطية في شهر مايو (آيار) سنة 1973م بمرور ستة عشر قرناً على نياحة القديس اثناسيوس الرسولي وعودة جزء من رفاته المقدسة لمصر، فدعت جميع رؤساء الكنائس العالمية لمشاركتها فرحتها في هذه المناسبة، فلبى قداسته صاحب النيافة مار ميلاطيوس برنابا مطران حمص وحماه، فاستقبله قداسة البابا شنودة الثالث واشتركا معاً في القداس الاحتفالي صباح الثلاثاء 15/5/1973م بالكاتدرائية المرقسية الجديدة بالعباسية، حيث القى البطريرك الأنطاكي كلمة مناسبة
[107].

الكنيسة القبطية تشارك الكنيسة السريانية أفراحها وأحزانها:
- لم تقف العلاقات بين الكنيستين الشقيقتين عند حد المجاملة أوالمشاركة في المناسبات الكبرى فقط، بل وفي المناسبات الأخرى أيضاً كانت العلاقات متميزة. فحينما احتفل قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث باليوبيل الفضي لسيامته الأسقفية في دمشق بتاريخ 15/6/1975 م، أرسل قداسة البابا شنودة الثالث المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية (1962-1981 م) مندوباً عن قداسته مهنئاً بهذه المناسبة
[108].
- وحينما ترملت الكنيسة السريانية بنياحة قداسة البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث في 28/6/1980 م، انتدب قداسة البابا شنودة الثالث المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والبهنسا (1962- 2000 م) لتمثيل الكنيسة القبطية في صلاة الجنازة على روح قداسته، وتبلغ عزاء الكنيسة القبطية لأحبار الكنيسة السريانية الشقيقة
[109].
- كذلك حينما احتفلت الكنيسة السريانية برسامة قداسة البطريرك الحالي مار أغناطيوس زكا الأول عيواص في يوم الأحد 14/9/1980 م، انتدب قداسة البابا شنودة الثالث المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي (1967-2001 م) لتمثيل الكنيسة القبطية في حفل الرسامة، وتبليغ أحر التهاني لقداسته
[110].

12- عهد قداسة البطريرك الحالي مار أغناطيوس زكا الأول عيواص:
الرهبان السريان يدرسون بالكلية الإكليريكية القبطية بالقاهرة:

- في أكتوبر 1984 م أُرسل الشماس أفرام عيسى كريم للدراسة بالكلية الإكليريكية القبطية الأرثوذكسية بدير الأنبا رويس بالقاهرة بالقسم النهاري الجامعي
[111]، وتخرج فيها بدور يونيو 1988 م بتقدير عام "إمتياز". وكان قد تمت سيامته راهباً أثناء فترة دراسته بالكنيسة السريانية بالقاهرة على يدي نيافة المطران مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب وتوابعها وذلك بتكليف من قداسة البطريرك الأنطاكي[112]. ثم واصل دراسته العليا بأنجلترا، وحالياً هو نيافة المطران مار قوريلس أفرام كريم النائب البطريركي لإيبارشية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية[113].
- وفي أكتوبر سنة 1988 م التحق بالدراسة بنفس الكلية السكرتير البطريركي الثاني الربان سويريوس ملكي مراد، وأتم الدراسة بها وتخرج في دفعة يونيو 1992 م. ثم تعين ناظراً لمدرسة مار أفرام اللاهوتية بدمشق، وهو حالياً نيافة المطران مار سويريوس ملكي مراد النائب البطريركي لإيبارشية القدس والأردن وسائر الأراضي المقدسة.
الرهبان والمعلمون الأقباط يُدرّسون بالإكليريكية السريانية بالشام:
قام بالتدريس في المدرسة الإكليريكية السريانية الأرثوذكسية بحارة الزيتونة بدمشق الشام عدد من الرهبان
[114] والمُعلمين الأقباط، وهم نذكرهم حسب الترتيب الزمني لذهابهم هناك:
1- د. موريس تاوضروس عبد مريم، الذي قام بتدريس علم اللاهوت والعهد الجديد والفلسفة منذ سنة 1988-1992م.
2- الراهب القس مرقوريوس الأنبا بيشوي، الذي قام بتدريس مادة العهد القديم (1984-1988م).
3- أ. جرجس إبراهيم صالح (امين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط)، الذي قام بتدريس مادة العهد القديم ( 1990 ولايزال).

الزيارة البطريركية الأولى لمصر:
زار قداسته مصر للمرة الأولى بعد توليه السدة البطرسية في شهر يناير (كانون الثاني) سنة 1990 م، وكان بصحبته الأب الربان (المطران فيما بعد) سويريوس ملكي مراد ناظر كلية مار أفرام الإكليريكية وقتها. وكانت هذه الزيارة خاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث زار قداسته الأديرة القبطية بوادي النطرون، ودير السيدة العذراء الشهير بـ "دير السريان" بصفة خاصة، وكذلك بعض الكنائس القبطية بالقاهرة
[115]، كما أقام قداسته قداساً بكنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس بشارع قنطرة غمرة صباح يوم الجمعة 19/1/ 1990 م.

الرهبان السريان يتابعون الدراسة بالكلية الإكليريكية القبطية بالقاهرة:
- وفي شهر أكتوبر (تشرين الأول) سنة 1996م التحق بالدراسة بالكلية المذكورة الأب الربان رابولا إسكندر صومي النائب البطريركي السريان الأرثوذكس بالقاهرة سابقاً، وأنهى دراسته بها بنجاح وحصل على درجة البكالوريوس في العلوم الكنسية واللاهوتية في دور يونيو سنة 2000 م، وهو حالياً أحد رجال الإكليروس السرياني بالسويد.
- وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) سنة 2003 م أًرسل الأب الربان بنيامين شمعون لمتابعة دراسته اللاهوتية العليا بالقاهرة، بالإضافة لعمله الرعوي ككاهن للرعية السريانية الأرثوذكسية بمصر، ولايزال.

رسامة كاهن قبطي بمقر البطريركية الأنطاكية:
زار قداسة البابا شنوده الثالث مقر البطريركية السريانية الأنطاكية الجديدة بمعرة صيدنايا في مايو 1997م، وذلك ضمن برنامج زيارته لسوريا للمشاركة في إجتماع رؤساء مجلس الشرق الأوسط وخلال هذه الزيارة صلى قداسته قداس أحد توما الموافق 4/5/1997م بكنيسة مار أفرام السرياني بمقر البطريركية الجديدة. وخلال هذا القداس قام برسامة الشماس يسري زكي سدراك كاهناً باسم "القس يؤانس" لخدمة الأقباط المقيمين بسوريا ولبنان وأشترك قداسة البطريرك الأنطاكي مع قداسة البابا في وضع اليد على الكاهن الجديد
[116]. ولعله الكاهن الوحيد عبر التاريخ الذي يرسم بوضع يد البطريركين القبطي والسرياني معاً. كذلك لعلها المرة الأولى في التاريخ التي يرسم فيها كاهن قبطي بمقر البطريركية السريانية الأنطاكية.

الكنيسة الأنطاكية تكرم أراخنة أقباط:
في يوم الأحد 28/7/1991م احتفلت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بتقليد العالم الفاضل الدكتور موريس تاوضروس وسام مار افرام السرياني من رتبة فارس، وذلك تقديراً له لأتعابه في تدريس علم اللاهوت والعهد الجديد والفلسفة في كلية مار افرام اللاهوتية بدمشق لمدة أربع سنوات
[117].
كما كرم قداسة البطريرك زكا الأول عيواص الأرخن القبطي د. نبيل حسني نجيب روفائيل بتقليده وسام مار افرام السرياني من رتبة كومندور مساء يوم الخميس 24/7/1997 وذلك تقديراً لخدمته في حفل الكنيسة، وذلك في حفلة روحية في مقر البطريركية السريانية بدمشق بحضور كاهني الأقباط بسوريا ولبنان: القمص بولس المحرقي والقس يؤانس ذكي سدراك وأسرة المُكرّم
[118].

اجتماع بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية بالقاهرة:
دعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الكنيستين الشقيقتين السريانية والأرمنية الأرثوذكسيتين بالشرق الأوسط للاجتماع معاً بالقاهرة في مارس 1998م ولوضع بيان مشترك لصيغة الإيمان المشترك بينهما، وقد لبى الدعوة قداسة البطريرك زكا الأول عيواص، وكذلك البطريرك آرام الأول كشيشان كاثوليكس الأرمن بيت كيليكيا (في لبنان)، وقد كان لقاءاً ناجحاً بكل المقاييس
[119].

بعض الراهبات القبطيات بمقر البطريركية السريانية:
وصل يوم الأحد 5/7/1998م إلى دمشق نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وسكرتير المجمع المقدس ورئيس دير الشهيدة دميانة ببراري بلقاس، وبصحبته أربع راهبات قبطيات من دير الشهيدة دميانة ببراري بلقاس، هن الأمهات: أغابي، تريفوسا، كيريا، ثيؤفيلا، حيث مكثن بضعة أشهر بدير مار يعقوب البرادعي للراهبات السريانيات، تلقين خلالها دروساً في اللغة السريانية وأطلعن على الطقوس البيعية السريانية الأنطاكية، وشاركن الراهبات السريانيات في ممارسة الحياة الرهبانية في الصلوات والأصوام والتأملات الروحية، وتبادلن وإياهن الخبرات المختلفة. وفي الوقت ذاته كن يقمن برسم عدة أيقونات لتزيين كنيسة مار أفرام السرياني بديره بمعرة صيدنايا، مع بعض الأيقونات للدير نفسه. وقد تلمذن في هذه المدة من توسمن فيهن موهبة رسم اليقونات مثل الراهبة دميانة سرسم، والراهب نثنائيل يوسف
[120]. ولعلها الزيارة الأولى في التاريخ من هذا النوع حسب علمنا.

تبادل الرعاية واستخدام الكنائس في الشرق وبلاد المهجر:
لم تتوقف العلاقات القبطية السريانية عند حد الزيارات الرسمية بين أحبارهما، ولكن توطدت حتى على المستوى الرعوي. فحينما مرت منطقة الشرق الأوسط بالعديد من الظروف التي نتجت عنها هجرة بعض المؤمنين من كلتا الكنيستين إلى العديد من الدول الأوربية والأمريكتين وأستراليا. فإذا أستقر بهم الحال ببلد معين، أستجر المؤمنون العديد من دور العبادة الأجنبية ليؤدون بها عبادتهم بحسب طقسوهم ولغتهم الوطنية. وإذا تحسنت أوضاعهم الأقتصادية والمعيشية، ابتاعوا تلك الدور وحولوها كنائس شرقية قلباً وقالباً. أو أبتنوا لهم دوراً وأدياراً كما حدث في نهاية المطاف. ولاتزال الكنيسة الأم في المشرق تنظر بعين الرعاية والعناية لأبنتها الفتية بالغرب وبلاد المهجر.
عرف السريان الهجرة من بلدانهم مع نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بعد مذابح طور عبدين وقراها، فقصدوا الأمريكتين شمالاً وجنوباً، ومن ثم أرسلت الكنيسة السريانية رجالاتها إلى هناك منذ بدايات القرن العشرين تقريباً، لرعاية الشعب المجروح والمنكوب، وتأسست الكنائس حيثما حل المؤمنون. ففي البرازيل كان للسريان كنيسة بل كنائس منذ سنة 1938م، بينما لم يعرف الأقباط الهجرة كظاهرة إلا بعد منتصف الستينيات من القرن العشرين.
1- في العراق:
قصد العديد من شباب الأقباط العراق للعمل منذ بدايات السبعينيات من القرن العشرين، وعلى الرغم من أن للأقباط كنيسة ببغداد العاصمة إلا أن تواجدهم لم يقتصر على بغداد فقط. فقد قصد بعضهم الموصل كركوك والبصرة وسواهم من المدن والحواضر العراقية. فكان الكاهن القبطي المُقيم ببغداد يقوم بزيارات متوالية لتلك المدن المختلفة على قدر طاقته. وفي فترات الحروب والإضطرابات كان لا يستطيع السفر والتنقل بسهولة، وأحياناً كان يُغادر بغداد نفسها لفترات طويلة. فكان يقوم بخدمة الجالية القبطية بكل جد وتفاني في تلك الفترات العصيبة كهنة السريان الأرثوذكس. وصلنا أخبار بعضهم، نذكر منهم المتنيح القس هادي شمعون كاهن كنيسة السيدة العذراء (المعروفة باسم كنيسة الطاهرة) بالموصل، الذي خدم الجالية القبطية بالمدينة المذكورة لسنوات طويلة بكل حباً وعطاء، وقد زار مصر في صيف سنة 1993م، وحل ضيفاً عند قداسة البابا. فتبارك بزيارة الأديرة القبطية بوادي النطرون وحضر الأحتفال بمرور 44 سنة على رهبنة قداسة البابا
[121].
2- في البرازيل:
قصدت بعض العائلات القبطية البرازيل منذ ذلك الوقت وإذ لم يكن لنا فيها كنيسة أو كاهن، فكانت العائلات القبطية هناك تتزود بالأسرار المقدسة بالكنيسة السريانية الأرثوذكسية. ولما شاء الله ورتب أن تبدأ خدمة الأقباط بتلك البلاد أرسل قداسة البابا شنودة الثالث نيافة الأنبا بطرس الأسقف العام
[122] الذي أمضى هناك حوالي الأربعين يوماً، رتب خلالها تأسيس وبداية الخدمة هناك. حيث حصل على إذن من قداسة البطريرك السرياني مار أغناطيوس زكا الأول بأن يستخدم الأقباط كنيسة مار يوحنا المعمدان للسريان الأرثوذكس بسان باولو لأقامة عبادتهم[123]. وقد أستمر هذا الوضع جزء من فترة خدمة المتنيح القمص شاروبيم يعقوب (1991-1992م) الذي بقى بالبرازيل 11 شهراً، ثم لمدة ثلاثة سنوات من خدمة الراهب القس أغاثون الأنبا بولا (1993-1996م)[124] (وهو حالياً نيافة الأنبا أغاثون أسقف البرازيل).
3- في إنجلترا:
للسريان الأرثوذكس عدد من العائلات النازحة من العراق والتي تقطن بمدينة لندن وضواحيها، وإذ لم يكن لم كنيسة يُتممون فيها عبادتهم، فكانوا يستخدمون كنيسة مار مرقس للأقباط الأرثوذكس بوسط العاصمة البريطانية، بعد أن عين لهم قداسة البطريرك السرياني أحد الكهنة الرهبان لرعايتهم
[125]. وهناك أفتقدهم قداسته أكثر من مرة، وقدّس لهم على هذا المذبح القبطي، ورسم لهم الشمامسة لخدمة الكنيسة. ثم أبتاعت الجالية السريانية بلندن قطعة أرض وهم بصدد إستكمال أعمال البناء والتشييد، لتكون كنيسة ومركز لسريان بريطانيا ككل.


الهوامش:
[1] Mar Ignatius Ephram I, The Syrian Church of Antioch , p. 15.
[2] Burmester, "The Baptismal Rite of the Coptic Church, a Critical Study", Société d'Archéologie Copte, vol. II, 1945, pp. 36-40.
[3] أشكر جناب الأب الفاضل الربان ميخائيل شمعون مدرس تاريخ الكنيسة بكلية مار افرام اللاهوتية بدمشق- بسوريا سابقاً، وأحد كهنة السريان بكندا حالياً، على مساعدتي في ضبط وترجمة هذه الكلمات، وكذلك أشكر الأخ الفاضل الشماس (القس فيما بعد) توما كاسوحة لقيامه بنفس العمل.
[4] أوجين كلمة يونانية Eughn تعنى الشريف الفاضل الشجيع، وتكتب باللغة القبطية Eukin لذلك عرفه الأقباط باسم القديس إفكين. ولد هذا القديس بالقلزم بالقرب من مدينة السويس وكان عمله الأول صائداً للآلي بالبحر الأحمر، زهد العالم وترهب بناء على رؤية، عاش يأخذ الأديرة الباخومية، فأنعم الله عليه بعد جهاده بنعم كثيرة منها شفاء المرضى، وطرد الأرواح الشريرة، فذاع صيته لذلك فكر في الهروب من المجد الباطل فهجر ديره وقصد جبل الإزل بشرق مدينة نصيبين، ومات ودفن به في 21/4/3636م. راجع: شهداء المشرق، ج2، الموصل 1906م، ص 11-33، دي طرازي فيليب، عصر السريان الذهبي، ط2 حلب، 1979م، ص42، (يعقوب) المطران سويروس، الكنيسة السريانية الأنطاكية ، ج1 ، ط بيروت 1953م، ص 284.
[5] جبل الإزل: جبل شهير يتصل بمنطقة طور عبدين ويشرف على نصيبين بتركيا حالياً.
[6] دير مار أوجين شيد هذا الدير في القرن الرابع أو في أوائل القرن الخامس الميلادي، سكنه الرهبان السريان أولاً ثم استولى عليه النساطرة زماناً طويلاً حتى استعاده السريان الأرثوذكس في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، ظل عامراً حتى سنة 1970م. هجره الرهبان بسبب هجمات الأكراد المتكررة على هذه المنطقة، توجد محاولات تعميريه له حالياً. راجع (برصوم) البطريرك افرام الأول، اللؤلؤ المنثور، ط. 4، 1987م، ص508.
[7] دير مار ملكي القلزمي يقع بين قريتي إنجل وبادبه بطور عبدين، بنى في القرن السادس الميلادي تقريباً، صار مركز إيبارشية في القرن الرابع عشر الميلادي، وظل عامراً حتى دمر عام 1962م. ثم تجدد وهو عامر الآن بالرهبان والراهبات راجع برصوم، اللؤلؤ المنثور، ص515؛ الأب إسحق أرملة، "سياحة في طور عبدين" مجلة المشرق، السنة الـ16 (سنة 1913م)، ص845.
[8] نال إكليل الشهادة مع أحد عشر من تلاميذه في عهد ورهران أو بهرام ملك الفرس (420 – 440م) قتلهم شامير قائده. راجع مجلة المشرق السنة الـ16، ص 673، أما ديره: فيقع بالقرب من قرية صلح بطور عبدين، وهو دير كبير أنشأه مار يعقوب الحبيس سنة 419م. أما كنيسته فبنيت حوالي سنة 770م. استخدم كمقر لبطاركة طور عبدين السريان سنة 1365م، وهو لا يزال عامراً بالرهبان والراهبات، راجع: البطريرك أفرام، اللؤلؤ المنثور، ص515.
[9] راجع مجلة المشرق السنة الـ16، ص679. والمقصود بـ (مار فولا) هنا القديس الأنبا بولا أول السواح.
[10] راجع مجلة المشرق السنة الـ16، ص747.
[11] راجع مجلة المشرق السنة الـ16، ص748، وهذا القديس من تنيس بشمال مصر، وهو أحد تلاميذ مار أوجين الـ70 الذين خرجوا معه من مصر، كذلك راجع: لحدو إسحق (الشماس)، بازبدي عبق الإيمان، ط1، حلب1997م، ص65- 66.
[12] وهى عبارة عن مقبرة مجموعة من الرهبان المصريين الذين قصدوا دير مار كبرييل بطور عبدين في زمن لا نعلمه بالتحديد، وهذه المجموعة كانت تشمل مجموعة من أبناء الرؤوس المصريين مع رهبان أقباط جاءوا من مصر لزيارة القديسين بذلك الدير، فلما رأوا القديسين الساكنين فيه والأعاجيب الباهرة التي كانت تحدث في الدير رفضوا الرجوع إلى بلادهم وظلوا بالدير حيث خلعوا ثيابهم وباعوا أفراسهم وصاروا رهباناً مشاهير، وعملوا قبةلتصير مدفناً لهم وكان عددهم حوالي ثمانمائة شخص، وكان لهم ما أرادوا ودفنوا تحت هذه القبة في قبر جماعي وهى موجودة الآن داخل أسوار الدير القديم، وقد شرفهم الله بعمل المعجزات، حيث ظهر نور ساطع من على قبرهم ليلة الأحد 20/2/1954م. وشاهده الكثيرون، راجع: دولباني، المطران مار فيليكسينوس يوحنا، تاريخ دير مار كبربيل، ط. 2، هولندا 1991م، ص216.
[13] وهى تقع غربي قرية ميدن بطور عبدين، وهى حالياً نصف خربة حسب وصف البطريرك افرام الأول برصوم، راجع البطريرك أفرام الأول، تاريخ طور عبدين ، الترجمة العربية التي نشرها المطران بولس بهتام، بغداد سنة 1960، ص 216.
[14] راجع: البطريرك أفرام الأول برصوم، اللؤلؤ المنثور.
[15] عيواص، البطريرك زكا الأول، سيرة مار أفرام السرياني، ط. 3، القاهرة 1990، ص 52- 53.
[16] نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: (أ) يونابيوس وأندراوس تلميذي القديس مكاريوس الكبير (وكانا سوريين ومن مواطني اللدة)، (ب) كبريانوس الذي من بيت ماجوشا الذي استقر بالإسقيط 40سنة (في القرن الخامس الميلادي)، (ج) مارسيللوس الذي من أباميا: عاش بالاسقيط 37 سنة والتقى به يوحنا موشس قبل الخراب الذي دب في البرية في عهد البابا دميانوس (الـ35) من بطاركة الأسكندرية. (د) أندرنيكوس الأنطاكي الذي عاش 12 سنة بالأسقيط في القرن السادس، وغيرهم، راجع: هوايت، تاريخ الرهبنة القبطية في الصحراء الغربية، تعريب الأب بولا ساويروس البراموسي، الجزء الثالث، ط. مارس 1997م، ص35- 38.
[17] البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث، المجاهد الرسولي الكبير مار يعقوب البرادعي، ط1، دمشق 1978م.
[18] يذكر التقليد السرياني أن هذه المعجزة حدثت بكنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة بمصر، وكان المصلي يومها مطراناً، راجع:
Cöln, “Syrern”, Oriens Christianus, Rom 1904, p. 76.
[19] راجع السنكسار القبطي تحت اليوم المذكور، كما وتعيد له الكنيسة القبطية أيضاً في اليوم الرابع عشر من شهر أمشير تذكاراً لنياحته، وفي اليوم العاشر من شهر كيهك تذكاراً لنقل جسده.
[20] الخولاجي المقدس، طبعة القمص عبد المسيح صليب المسعودي البراموسي، 1618ش- 1902م ، ط.1، ص 348.
[21] راجع G. Graf, Gesehiehate der Christiehen Arabischen Literature Dier Kopten الترجمة العربية للأب د. كامل وليم (غير منشورة)، الفقرات 97 – 101.
[22] ماجد صبحي رزق، "أثار الأقباط في بلاد الشام وما بين النهرين"، أسبوع القبطيات السادس بكنيسة العذراء بروض الفرج، سنة 1996، ص57- 58.
[23] غير أن بعض العلماء يرون أن البطريرك قد قام بعمل رحلة إلى بلاد غسان خصيصاً لتوثيق عرى الصداقة الدينية بين الكرسيين الإسكندري والأنطاكي، راجع طرازي، الفيكونت فيليب دي، عصر السريان الذهبي، ط. 2، حلب 1979م، ص 120.
[24] راجع تاريخ مار ميخائيل الكبير، جـ2، ص254- 259.
[25] كان أحد هؤلاء الاساقفة المطران بولس مطران تلا الذي يرجح أنه قضى بقية أيام حياته بمصر، اللؤلؤ المنثور، ص 272.
[26] حسب كلام مار ميخائيل الكبير كان الإتفاق سنة 927 يونانية (= 616م).
[27] (ابن المقفع) ساويرس، تاريخ البطاركة ط القس صموئيل السرياني ج1،ص100 – 101، كذلك راجع نبيه كامل داود، مذكرة محاضرات في تاريخ الكنيسة في العصر العربي، فبراير 1979م، (مذكرة غير منشورة لطلبة الكلية الأكليريكية بالقاهرة)، ص 4.
[28] ينسب لـ "حرقل"، قرية بفلسطين، اللؤلؤ المنثور، ص 276.
[29] راجع قصته بالتفصيل في اللؤلؤ المنثور، ص 276- 277.
[30] راجع هذه القصة في تاريخ مار ميخائيل الكبير، الجزء الثاني، ص 270.
[31] راجع، اللؤلؤ المنثور، ص 277.
[32] راجع ابن العبري، العلامة مار غريغوريوس الملطي، تاريخ مختصر الدول، ط. إيران، ص 92؛ الأنبا إيسيذورس، الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة، ج. 2، طبعة القمص عطا الله أرسانيوس المحرقي، سنة 1964م، ص 126.
[33] راجع: اللؤلؤ المنثور، ص 278.
[34] دير قنسرين: دير على اسم توما الرسول، يطل على شاطئ نهر الفرات مقابل جرابلس، أنشئ سنة 530م، ظل عامراً وذا شهرة حتى القرن التاسع الميلادي، واعاده لمجده الأول سنة 822م، وظل عامراً بالرهبان حتى بداية القرن الثالث عشر الميلادي حيث تخرب ولا يزال اللؤلؤ المنثور، ص513.
[35] ماجد صبحي رزق،" أثار الاقباط "، مرجع سابق، ص 58-59.
[36] (ابن المقفع) ساويرس، تاريخ البطاركة، جـ1، ص 129.
[37] المرجع السابق، ص 138- 139.
[38] يقصد به دير النقلون الذي على أسم رئيس الملائكة الذي يقع على بعد 13 كيلو متراً جنوب مدينة الفيوم. راجع:
J.M.Frey, O.P., Coptes et Syriaques, Contacts et Echanges, (le caire, 1973), p.29
[39] راجع: Otto Meinaruds, Christian Egypt, I, (Cairo, 1965) P.322- 323- 335- 336.
[40] ذكرت هذه القصة بالمخطوط 27 السرياني، بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 11 ج، وقد نقلت هذه القصة في كتب ومراجع شتى، راجع على سبيل المثال :قاشا، سهيل (الأب)، تكريت حاضرة الكنيسة السريانية، بيروت 1994م، ص223- 226م؛ J.M.Fiey ، مرجع سابق، ص 30.
[41] راجع: E. White, The Monastries of Wadi n Natrun: Coptic Texts, Archeology ,vol. II, pp. 317 – 318.
[42] للمزيد من التفاصيل في هذا الموضوع راجع: E. White, vol. II, pp. 462 - 463
[43] راجع : تاريخ مار ميخائيل الكبير، ج3، ص25- 26.
[44] البشامرة: نسبة إلى نهر البشمور ويسمى حالياً البحر الصغير الممتد بين مدينة المنصورة والمنزلة بمحافظة الدقهلية، وكان البشامرة، أقباطاً ولهم لهجة خاصة في اللغة القبطية تعرف باسمهم "اللهجة البشمورية"، راجع: ماجد صبحي رزق، " أثار الأقباط" ، مرجع سابق، ص 59.
[45] البشرودين: نسبة لمنطقة البشرودين وهى منطقة بمحافظة كفر الشيخ حالياً، راجع :ماجد صبحي ، المرجع السابق.
[46] تاريخ مار ميخائيل الكبير، ج3، ص51- 52.
[47] رفض هذا الطريرك أن يصوم مع الأقباط اسبوع هرقل (السبوع الأول من الصوم الكبير المعروف باسم أسبوع الاستعداد) إلا إذا صام القبط معه ثلاثة ايام نينوى (حيث كان هذا الصوم عند النساطرة ومنهم نقل السريان) فرضخ الأقباط لامره وصاموا هذا الصوم بداية من عهده: راجع في هذا الأمر: قطمارس الصوم الكبير بحسب طقس الكنيسة القبطية الرثوذكسية: طبع بإذن وأمر صاحب الغبطة البابا كيرلس الخامس (الـ112)،ص4 ؛ المطران إسحق ساكا، السريان إيمان وحضارة ، ج5، دمشق 1986م، ص 305 .
[48] يوساب أسقف فوه، تاريخ الآباء البطاركة، طبعة القس صموئيل السرياني، أ. نبيه كامل داود، ص 158- 159.
[49] المخطوط 303 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 160 ج.
[50] Khater,
[51] حبيب الزيات، خبايا الزوايا من تاريخ صيدنايا، دمشق 1982م، ص29، 86.
[52] المرجع السابق، ص 29.
[53] هوايت، مرجع سابق ، جـ3، ص194.
[54] مخطوط رقم 217 مسلسل /291 لاهوت، بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، ورقة 60ج- 63ج.
[55] مخطوط 258 ميامر بدير السريان، ورقة 18ج
[56] مرقس باشا سميكة، دليل المتحف القبطي، ج2، سنة 1939م، ص166.
[57] مخطوط 217 مسلسل/291 لاهوت، بمكتبة البطريركية بالقاهرة ، ورقة 60ج- 63ج.
[58] المرجع السابق، ورقة 62ج
[59] المطران إسحق ساكا، كنيستي السريانية، دمشق 1985م، ص 162.
[60] مخطوط رقم 217 مسلسل/291 لاهوت بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة، ورقة 64ج.
[61] القديس مار إلياس : من رهبان القرن الرابع الميلادي، ومن تلاميذ مار افرام السرياني، وقد رسمه راهباً معلمه مار افرام وعاصر القديس مار متى العجيب والقديس إبراهيم المقدوني، وظهرت على يديه عجائب كثيرة وقد قام بمقاومة أريوس الهرطوقي وخذله، وواجه مصاعب عدة في عدة في عهد الملك يولياني المنافق، وتنيح سنة 367م. ودفن في الدير المسمى على اسمه بالقرب من القريتين. ظل ديره عامراً بالرهبان السريان حتى سنة 1830م حيثما أغتصبه السريان الكاثوليك، ودمر في بداية القرن العشرين، وبنى السريان الأرثوذكس كنيسة حديثة على اسمه بالقرب من أطلال الدير القديم ودشنت سنة 1932م. وبأسم مار الياس الراهب، وهو غير مار إليان الشهيد الطبيب، الشهير بكنيسته بحمص (وهى لطائفة الروم الأرثوذكس) المطران إسحق ساكا، كنيستى السريانية، ص174 بالإضافة إلى المعلومات التي جمعتها عند زيارتي لهذه المناطق في فبراير (شباط)1996م.
[62] مخطوط 217 مسلسل 291 لاهوت بالبطريركية القبطية بالقاهرة، ورقة 85ظ- 87ظ
[63] غريغوريوس يوحنا إبراهيم (مار) ، دولباني ناسك ماردين، الطبعة الأولى، حلب 1999م، ص 26، 127.
[64] المجلة البطريركية العدد 170، كانون الأول (ديسمبر) 1997م، ص 683.
[65] المفريان: كلمة سريانية تعني المثمر، وهى رتبه كهنوتية تعطى لكبير الأساقفة في منطقة معينة بعيدة عن مقر الكرسي البطريركي، فهى أعلى من المطران ودون البطريرك، تعرف باليونانية باسم (كاثوليكوس- جاثليق) وعن اليونانية أخذها الأرمن والنساطرة والأحباش.
[66] كامل صالح نخلة، سلسلة تاريخ بابوات الكرسي الإسكندري، ج4، ص7-8.
[67] المرجع السابق، ص13.
[68] دير الأنبا بيشوي بين الأمس واليوم، لأحد رهبان الدير، ص 202.
[69] المخطوط 72 طقس بكنيسة الشهيد أبي سيفين بمصر القديمة، الورقة 23ج.
[70] المرجع السابق، الورقة 23ج.
[71] المرجع السابق، الورقة 23ظ- 24ج.
[72] كامل صالح نخلة، المرجع السابق، ص 8.
[73] المخطوط السابق الذكر، الورقة 75ظ.
[74] المرجع السابق، الورقة 76ج.
[75] المقصود به البطريرك مار أغناطيوس خلف (1455-1483م).
[76] المخطوط السابق الذكر، الورقة
[77] الأب افرام برصوم، نزهة الذهان في تاريخ دير الزعفران، ط. 1، 1917م ص 111، 138. حيث كانت فترة دراسة هذا البطريرك في مصر فرصة لتعرفه على الأقباط ولتكوين علاقات معهم، ففي عهد بطريركيته ابتاع إحدى الكنائس القبطية بالقدس لطائفته، راجع: المطران إسحق ساكا، السريان إيمان وحضارة، ج. 4، حلب 1983م، ص92؛ كما يذكر العلامة هوايت أن هذا البطريرك زار البرية المقدسة بوادي النطرون أثناء سنى بطريركيته ثلاث مرات، راجع: هوايت، المرجع السابق، ص 144.
[78] مخطوط 291مسلسل/201 لاهوت بمكتبة الدار البطريركية بالقاهرة من الورقة 199ج- 205ظ
[79] المرجع السابق ، ورقة184ج.
[80] عقد الجمان في أخبار السريان ص 49.
[81] نفس المرجع ورقة 305 ظ.
[82] المجلة البطريركية العدد 4 نيسان (أبريل 1981م) ص209- 215.
[83] صموئيل تاوضروس السرياني (القمص)، الأديرة المصرية العامرة، 1968، ص146 نقلاً عن مخطوط 374 سرياني لندن. غير أن اخر أسم عرفناه حتى الأن لراهب سرياني يعيش بدير السريان كان الراهب جرجس، الذي جلد كتباً مخطوطاً بمكتبة الدير سنة 1627م، وكتب في نهايته معلومات عنه وعن الرهبنة في عهده، راجع: هوايت، مرجع سابق الذكر، ج 3، ص199.
[84] طرازي، عصر السريان الذهبي، ص107.
[85] المران إسحق ساكا، كنيستي السريانية، ص 281.
[86] إيسيذورس (الأسقف)، الخريدة النفسية، ج 2، ص 520.
[87] مجلة الكرازة، (السنة الأولى) العددان2، 3، فبراير مارس سنة 1965م، ص 80.
[88] المجلة البطريركية، العدد نيسان(ابريل) سنة 1981م، ص216- 217.
[89] لقد مر بمصر كثير من أحبار السريان في طريقهم للهند، ولكنهم لم يقوموا في هذه الزيارات بشئ يذكر في تاريخ العلاقات القبطية السريانية (وهو موضوع بحثنا هذا) لذلك أهملنا ذكر اسمائهم.
[90] المجلة البطريركية، (السنة ال23)، العددان 45- 46، أيار- حزيران (مايو- يونيه) سنة 1985، ص 285.
[91] إيسيذورس (الأسقف)، الخريدة النفيسة، ج2، ص526.
[92] المجلة البطريركية العدد1، كانون الثاني (يناير) سنة 1981م، ص 23.
[93] مجلة صهيون (السنة الـ19) توت سنة 1629ش (سبتمبر 1912م)، ص5.
[94] مجلة صهيون (السنة الـ19) توت سنة 1629ش (سبتمبر 1912م)، العدد كله؛ أمير نصر، الأسقف إيسيذورس، ط2، إبريل 1983م.
[95] راجع ، ماجد صبحي رزق، "نياحة المطران مكتشف مخطوطات وادي قمران"، جريدة وطني، العدد الصادر بتاريخ الأحد 30/7/1995م، ص 9.
[96] إذ قد تنيح شقيقه الأب الربان بطرس أنطون قبله بحوالي الخمس سنوات، وبالتحديد في ، وهو كان الكاهن السرياني الوحيد بمصر.
[97] مجلة الصخرة الأرثوذكسية، العدد
[98] مجلة مار جرجس (السنة ال11)، العدد الثاني، فبراير 1959م- أمشير 1675ش، العدد كله عن زيارة البطريرك لمصر.
[99] خصوصاً ان الكنيسة القبطية قد أوفدت نيافة الأنبا يؤانس مطران الجيزة والقليوبية ومركز قويسنا وسكرتير المجمع المقدس وقتئذ (1949- 1963م) لدمشق لتهنئة قداسته بمناسبة تولية البطريركية الجليلة، راجع: مجلة الصخرة الأرثوذكسية (السنة الـ 12) الأعداد4، 5، 6 يناير وفبراير ومارس سنة 1959م. ص96.
[100] مجلة المحبة، (السنة ال 46) العدد 8 اكتوبر 1980م توت/ بابه 1697ش، ص173- 184.
[101] مجلة مدارس الأحد (السنة ال19) العدد الثاني، فبراير 1965م- طوبة 1681ش، ص8 – 16.
[102] المجلة البطريركية، (السنة36)، الأعداد 174- 175، نيسان- ايار (إبريل – مايو) سنة 1998م، ص 297.
[103] البطريرك يعقوب الثالث، خطب المهرجانات، ج1، دمشق 1969م ، ص 103– 111.
[104] البطريرك يعقوب الثالث، خطب المهرجانات، ج2، دمشق 1977م ، ص 53.
[105] مجلة الكرازة (السنة الرابعة) الأعداد 1، 2، 3 يناير- مارس 1972م، طوبة- برمهات 1688ش، ص80.
[106] الأنبا غريغوريوس، وثائق التاريخ الكنيسة وقضايا الوطن والدولة والشرق الوسط،ج 4، يوليو 1992م، ص 337- 339.
[107] البطريرك يعقوب الثالث ،خطب المهرجانات، ج2، مرجع سابق، ص 65.
[108] المرجع السابق، ص 89.
[109] مجلة المحبة (السنة الـ 46) العدد 8، أكتوبر 1980 م، توت / بابه 1697 ش، ص 184.
[110] المطران إسحق ساكا، شمعة السريان، بغداد 1984 م، ص 61.
[111] لم يكن أول من سار في هذا المضمار، راجع البند(9)، من الفقرة الثالثة في هذا البحث، والتي بعنوان " الرهبان السريان يدرسون بالمدرسة الإكليريكية القبطية بالقاهرة".
[112] المجلة البطريركية.
[113] مجلة الكرازة .
[114] كان المتنيح القمص داود السرياني قد درّس بنفس الكلية وقت وجودها بمنطقة العطشانة بلبنان، سنة 1965م ولمدة وجيزة بعدها عاد لمصر.
[115] المجلة البطريركية (السنة الـ 28)، الأعداد 91، 92، 93 كانون الثاني، شباط، آذار سنة 1990 م، ص 96- 102؛ مجلة الكرازة، العددان 3-4 (السنة الـ 18)، الجمعة 26 يناير 1990م- 18طوبة 1706ش، ص 3؛ مجلة الكرازة، العددان 5-6 (السنة الـ 18)، الجمعة 9 فبراير 1990م- 2 أمشير 1706ش، ص 2+ صورة.
[116] مجلة الكرازة العدادان 19، 20 (السنة الـ25)، الجمعة 30 مايو سنة 1997م.
[117] المجلة البطريركية العدد 107، أيلول (سبتمبر سنة 1991م،ص 433، وكان قد أنتدب لخدمة التدريس بنفس الكلية الراهب القمص داود السرياني في نهاية الخمسينات وقت أن كان في زحلة بلبنان، والراهب القس مرقوريوس الأنبا بيشوي في نهاية الثمانينات لمدة سنتين.
[118] المجلة البطريركية (السنة الـ25)، العدد 167، 168، 169، أيلول وتشرين الثاني، (سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر) سنة 1997، ص 574- 575.
[119]مجلة الكرازة العدادان11، 12 (السنة الـ26)، الجمعة 27 مايو سنة 1998م.
[120] المجلة البطريركية (السنة الـ26)، العدد 180، كانون الأول (ديسمبر) سنة 1998م، ص 741.
[121] مجلة الكرازة.
[122] مجلة الكرازة العددان 25-26 (السنة الـ 18) الجمعة 27 يوليو 1990م – 20 أبيب 1706ش ، ص 2.
[123] المجلة البطريركية.
[124] القمص ميخائيل إدوارد، "قصة الكنيسة القبطية في البرازيل وبوليفيا"، مجلة الكرازة العددان 19- 20 (السنة الـ34)، الجمعة2 يونيو 2006م - 25 بشنس 1722ش، السنة الـ34، ص 4.
[125] وهو جناب الأب الربان (المطران فيما بعد) توما حازم دقمه (النائب البطريركي بالمملكة المتحدة).





ملاحظة: هذه المقالة سبق نشرها في موسوعة: "من تراث القبط"، الجزء الخامس.