13 أغسطس 2009

شخصيات من تاريخنا (5)
الأنبا ميخائيل المعاريجي والقمص جرجس الحكيم
=============
الورقة 12 ظ، بالمخطوط 32 قبطي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس

المقدمة:
موضوع هذه الحلقة الخامسة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا"، عن شخصيتين جمعت بينهما القرابة الجسدية من ناحية والعديد من المواهب والمميزات من جانب آخر. فمن حيث القرابة الجسدية فأولهما الأنبا ميخائيل المعاريجي كان خال ثانيهما القمص جرجس الحكيم. أما من ناحية المواهب، فهذا ما سوف نحاول شرحه فيما يلي.
وعلى الرغم من أهمية شخصيتهما إلاَّ أن أحداً من العلماء أو المؤرخين لم ينتبه لهما أو كتب عنهما أي نبذه، سواء بالعربية أو بأي لغة أجنبية. لذلك آثرت تسطير هذه الكلمات عنهما، شاكراً كل من ساعدني بتقديم معلومة أو تعليق لإظهار هذه المقالة بالصورة اللائقة
[1]. راجياً أن يكشف هذا المقال عن صفحة جديدة من الصفحات الكثيرة المطوية من تاريخ كنيستنا القبطية الحبيبة، وأن يضيف الشئ الجديد أوالمفيد للقارئ الكريم.

مصادر ومراجع البحث
[2]:
أولاً المصادر: المخطوطات:
I- بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة:
1 - المخطوط 291 مسلسل / 301 لاهوت، كتاب يحوي مكاتبات يحتاج إليها الآباء البطاركة والمطارنة والأساقفة، لأنبا يؤانس الثالث عشر (الـ 94)، بدون تاريخ، والناسخ القس فضل الله كاهن كنيسة الست السيدة بحارة زويلة في عهد البابا يؤانس الرابع عشر (الـ 96). وسنرمز له بالمخطوط " Theol. 301".
2 - المخطوط 650 مسلسل / 25 تاريخ، بدون تاريخ، أوقفه أنبا يوساب على كنيسة أبو السيفين بناحية طموه في برمهات سنة 1446 للشهداء (1730م)، برسم المعلم نيروز نوار
[3]. وسنرمز له بالمخطوط " His. 25 ".
3 - المخطوط 740 مسلسل / 286 طقس، تاريخ عمل الميرون مع ترتيب وتفصيل عمله باسهاب على يد أنبا متاووس (الثاني) البطريرك (الـ 90) في سنة 1177ش (1461م)، في بيعة الست السيدة بحارة الروم بالقاهرة، وقف على بيعة ستنا السيدة بحارة زويله الكبرا، بخط القمص إرميا الناسخ، بدون تاريخ، وسنرمز له بالمخطوط "Lit. 286 ".

II- بمكتبة كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس الشهير بأبي سيفين بمصر القديمة:
4 - المخطوط 72 طقس، تاريخ عمل الميرون مع ترتيب وتفصيل عمله على يد أنبا متاووس (الثاني) البطريرك (الـ 90) في سنة 1177ش (1461م)، في بيعة الست السيدة بحارة الروم بالقاهرة، بخط القمص إرميا الناسخ، بدون تاريخ، وسنرمز له بالمخطوط " Lit. 72".

III- بمكتبة كنيسة القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، بمصر القديمة:
5- المخطوط 23 عام / 9 تاريخ، ميامر، تاريخ نسخه السبت 25 برمهات 1446ش (أول ابريل 1730م)، وسنرمز له بالمخطوط " His. 9".

IV- بالمكتبة الوطنية الفرنسية، بباريس:
6 - المخطوط 32 قبطي، مجموع طقسي قبطي، تاريخ نسخه الأربعاء أول توت 1226ش (29 أغسطس 1509م)، وسنرمز له بالمخطوط ." Par. 32"
7 - المخطوط 155 عربي، مجموع يحتوي على 13 ميمر للسيدة العذراء، تاريخ نسخه بؤونه 1202ش (يونيه 1486م)، وسنرمز له بالمخطوط ." Par. 155 "

V- مكتبة دير مار مرقص للسريان الأرثوذكس بالقدس:
8 - المخطوط 274، ميامر، تاريخ نسخه يوم الخميس 25 برمهات سنة 1495 ش (الموافق 1 أبريل 1779م)، الناسخ منصور مرقوره، والمهتم الشماس المكرم المعلم يوحنا ابن الأخ الحبيب الماهر المعلم اقلاديوس القاطن بناحية نواميس البراغيث
[4]. وسنرمز له بالمخطوط "274 قد".

ثانياً المراجع: (أ) العربية:
- باسيليوس (الأنبا)، بستان القلمون، الطبعة العاشرة مزيدة، القاهرة 1998.
- بيشوي عبد المسيح (القمص)، تاريخ إيبارشية دمياط، 1990م.
- حبيب زيات، خابايا الزوايا من تاريخ صيدنايا، وثائق تاريخية للكرسي الملكي الأنطاكي، قدم له عيسى فتوح، ط. 2، دمشق 1982.
- فيلكسينوس يوحنا دولباني (مار)، مطران ماردين، فهرس مخطوطات دير مارمرقس، سرياني/عربي، دار ماردين – حلب، ط 1، 1994م.
- مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة والإسكندرية وأديرة القطر المصري، الجزء الثاني، المجلد الأول 1942.

(ب) الأجنبية:
- Gerard Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, Premiere Partie, Manuscrits Chretiens, tome I, Paris 1972.
- Otto Meinardus, Christian Egypt, Ancient and Modern, sec. ed., Cairo, 1977.
- Samuel Rubenson," Translating the tradition: some remarks on the arabization of the patristic heritage in Egypt", Medieval Jewish,Christian, and Muslim Culture Encounters in Confluence and Dialogue, vol. II, Leiden 1996.
- Stefan Timm, Das christlich-koptisch Ägypten in arabischer Zeit, teil 5, Wiesbaden 1991.
- L. Delaporte, Catalogue Sommaire des Manuscrits Coptes de la Bibliothèque Nationale de Paris, 1er Partie Manuscrits Bohaïriques, Paris 1912.


(1) الأنبا ميخائيل المعاريجي (1470- 1509م ؟)

أولاً: اسمه وعمله:
ورد اسمه هكذا في المخطوطات المتنوعة:
* الكاهن المؤتمن القس ميخاييل ابن الكاهن المؤتمن القس جرجس المعروف بالمعاريجى خادم بيعة مارجرجس بدرب التقه
[5].
* الأب الأسقف أنبا ميخاييل المعاريجى أحد أساقفة الوجه البحرى صهر القس اسحق ابو المسكين بخطاياه منصور المدعو بالاسم بغير استحقاق قمصاً
[6].

نفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي:
أ. والده كان كاهناً باسم "القس جرجس المعروف بالمعاريجى"، الذي كان خادماً لكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدرب التقه، أي بمصر القديمة حالياً.
ب. تولى القس ميخائيل المعاريجي إحدى إيبارشيات الوجه البحري لفترة ثم أُعفى من الخدمة، لسببٍ ما، سنحاول تفسيره.

ثانياً: أسرته:
كان للقس ميخائيل المعاريجي أختاً مقترنة بالأب القس التاج إسحق الحكيم المصري، الذي كان كاهناً بنفس الكنيسة (كنيسة مارجرجس بدرب التقه). وهما (أي القس إسحق وزوجته شقيقة القس ميخائيل المعاريجي) والدا الأب القمص (جرجس) الشمس أبو المنصور كاهن كنيسة السيدة العذراء الروم، وناسخ المخطوط الذي يذكر لنا هذه المعلومات، الذي يُعرف اختصاراً باسم القمص جرجس الحكيم
[7].

ثالثاً : تحديد مكان خدمته الأسقفية:
لم يذكر ناسخ المخطوط "32 Par." اسم الإيبارشية التي رُسم عليها القس ميخائيل المعايرجي، بل اكتفى الناسخ كما سبق وأشرنا (ابن أخته القمص جرجس الحكيم) بقوله الأسقف بالوجه البحرى، ويفهم من ذلك أن الأنبا ميخائيل المعايرجي، له وضع خاص، أو ربما أن الناسخ يُريد أن يتفادى ذكر وضع مُعين جعل من الأنبا ميخائيل أسقف مُعفى من الخدمة أي أسقف متقاعد (أي غير ممارس لعمله وقتها)، بسبب بعض المشاكل الرعوية (؟)، أو بسبب كبر السن والمرض.
وبمراجعة جداول الأساقفة في ذلك الزمان، وجدنا فعلاً مجموعة من الأساقفة قد أعفوا من الخدمة لسبب أو لآخر. وبفحص مَن حمل فيهم اسم "ميخائيل"، وجدناهم ثلاثة أساقفة، وهم بحسب ذكرهم:
* انبا ميخاييل القبرسي المطران على قبرس ثم رودس ثم اعتفى الان.
* انبا ميخاييل البرموسى.
* انبا ميخاييل اسقف سمنود.
فالأول منهم مُستبعد لكونه مطراناً وليس أسقفاً، ولكون إيبارشيتيه كانتا خارج حدود مصر (وليس كما تذكر المخطوطة: أحد أساقفة الوجه البحرى). أما الثاني فكان أسقفاً منسوب لدير البرموس، ولا نعلم هل هذا لكونه كان قبلاً راهباً بذلك الدير قبل رسامته الأسقفية، أم لكونه متقاعداً فيه يومئذ؟، وفي كلتا الحالتين لم تُذكر اسم كرسي إيبارشيته أيضاً.
ومن ثمّ فالأرجح أن يكون الأنبا ميخائيل المعايرجي هو الأنبا ميخائيل أسقف سمنود. ومما يُدعم هذا الرأي أنه كان لدى الأنبا ميخائيل أسقف سمنود العديد من المشاكل في خدمته، والدليل على ذلك هذا الكم من المخاطبات التي كانت بين البابا يوأنس الثالث عشر الـ 94 (1484-1524م) المعاصر له، وكهنة وشعب إيبارشية سمنود، تلك المكاتبات التي تحفظها إحدى مخطوطات الدار البطريركية بالقاهرة، فعلى سبيل المثال، المُكاتبة الأولى جاء في أولها: «صدرت هذه البركه الى جماعه الاولاد المباركين... والايغومانوسيين... والقسوس... والشمامسه... وكافه الشعب المسيحى بكرسى سمنود ومانسب اليه شرقا وغربا بعداً وقرباً ...» (230 ظ). «...ولم نختصر على هذا النزر اليسير والا اتكالا على الاخ الجليل الفاضل البار والانا المختار الاسقف المكرم انبا ميخاييل ابيهم وريسهم ...» (231 ظ). وبقية البركة من اجل طاعه الله والاسقف وسماع تعاليمه ووصاياه لهم ...
[8].
أما المُكاتبة الثانية جاء في أولها: «صدرتهذه (كذا) البركه الى كل واقف عليها وسامعا لما يتلا فيها من كافه الكهنه والشمامسه والشعب المسيحى بكرسى سمنود وما نسب اليه ... هو ان السبب الموجب لاصدارها الى كافتهم هو ان قبل تاريخه اتصل بالقلايه ان تم جماعه من رهبان البريه اذا كان في خاطر احدهم حصر او غيظ او بغض او حسد من اسقف من الاساقفه بالوجه البحرى يتحيل بكل حيله ويتكلم فى جانب ذلك الاسقف عند شعبه واولاده وجماعته او عند من هو ساكن او نزيل فى ابروشيته بما يوجب تغيير خواطرهم على ذلك الاسقف، ولم تبت دلك فى القلايه ممن شهد شرعيا، اطلقنا مع مشيه الله سبحانه الكلام الصعب، وكتب ذلك فى ورقه مفرده على كل راهب او شماس او قس او قمص يتكلم بكلام ردى فى حق احد من اساقفه الوجه البحرى عند شعبه واولاده وجماعته واهل ابروشيته عمداً ...» (238 ج)
[9].
ومما يؤكد هذه المعلومة أيضاً، المُكاتبة الثالثة التي جاء بأولها: «صدرتهذه (كذا) البركه الى كافه الاولاد المباركين الكهنه وروواساء الكهنه والرهبان والبتوليين والعزاب والمتزوجين الرجال والنسوان والشيوخ والشبان والعبيد والاحرار وكافت الشعب المسيحى... وموجب اصدارها الى كافتهم والى كافه الذين سبق رقادهم فى الايمان المستقيم منذ البشاره الانجيليه والى هلم عيد الميلاد المجيد سنه تاريخه وعيد الغطاس هو اننى قدمت خيرة الرب سبحانه فى تحليلهم بنعمه الله من جميع الماضى جميعه راجياً بذلك انصلاح الحال برحمه الله ...» (241 ظ). وبعد ذلك يعطي البطريرك حلاً لجميع الشعب عن خطاياهم السابقه ومن كل حرم ورباط ومنع ولعنه وكل تعدي ومخالفة، «.. ومن جميع ما صدر منهم من النقص في حق مسطرها والتهاون من يوم جلوسه على كرسى مارى مرقس الانجيلي خادما الشعب المسيحي .. الذي هو الخامس عشر من شهر امشير 1199ش [الموافق الأحد 9 فبراير 1483م] والى اليوم تسطيرها التاسع والعشرين من شهر كيهك 1225ش [الموافق 25 ديسمبر 1508م] وهو عيد الميلاد المجيد يكونوا جميعهم محللين من قبل الممنوع والدعاء ومن جميع تبعات مسترها..»(243ج/ ظ). ثم أعطى الحل من فم اسماء جميع الرسل والآباء البطاركة الكرسي السكندري من مار مرقس الإنجيلي أولهم إلى أنبا يؤانس الثاني عشر النقادي (البطريرك الـ93) سلفه، ومن فم الآباء البطاركه وأساقفة الكراسي المختلفه وآباء المجامع المقدسه ومن فم آباء الكرازه المرقسيه المطارنه والأساقفه، وذكرهم كلهم وكان بينهم رقم 19) «..انبا يوساب (246ج) أسقف سمنود الان .. (ورقم 27) انبا ميخاييل أسقف سمنود (ضمن أسماء الآباء الأساقفة الذين أعفوا من الخدمة) ..»
[10].
فمما سبق ذكره نُرجح أن الأنبا ميخائيل المعاريجي كان أسقفاً على إيبارشية سمنود، وبسبب بعض المشاكل بينه وبين شعبه (كما نفهم من المُكاتبة الأولى)، أو ربما بسبب تدخل بعض رهبان الأديرة البحرية بينه وبين شعبه (كما نفهم من المُكاتبة الثانية)، أُعفي من خدمته الأسقفية قبل نهاية سنة 1508م (كما نفهم من المُكاتبة الثالثة).


رابعاً: تاريخه:
رغم أننا لا نعرف زمن رسامته الأسقفية بالتحديد، إلا أن من المحتمل أنه رُسم بعد سنة 1177ش (1461م)، سنة طبخ وتقديس زيت الميرون المقدس في عهد البابا الأنبا متاؤوس الثاني الـ90 )1452-1465م)، حيث لم يرد اسمه ضمن الآباء الأساقفة الذين حضروا عملية التقديس مع البابا المذكور. كما أنه اعتزل الخدمة قبل نهاية سنة 1508م كما سبق وشرحنا.
ومما هو جدير بالذكر أنه عاش حتى تجاوز المائة سنة، فإذا كان كاهناً سنة 1426م (يوم نقل رفات مار جرجس إلى مصر القديمة)، وكان لا يزال على قيد الحياة في نهاية سنة 1508م (كما نفهم من المخاطبة الثالثة للبابا يوأنس السابقة الذكر)، فيكون قد تجاوز القرن قبل نياحته.
وللأسف لم يرد ذكره بأي مرجع أجنبي أو عربي، وحتى الباحث الألماني Stefan Timm لم يذكر عنه أي شئ مفيد، سوى أنه كان في غضون القرن السادس عشر الميلادي أسقفين لإيبارشية سمنود، وبالتحديد قبل سنة 1598 باسم يوساب وميخائيل، والأرجح أن ميخائيل كان أسبق من يوساب
[11].

خامساً: أعماله:
أ. في عهد قسوسيته:

1. اهتمامه بنقل جزء من رفات مار جرجس لكنيسته بمصر القديمة:
يذكر ميمر نقل رفات الشهيد مار جرجس من أرض فلسطين إلى أرض مصر، أن الرفات المقدسة التي ُنقلت أولاً من كورة فلسطين (في زمن غير معروف لدينا الآن) إلى كنسية على اسم الشهيد العظيم بالواحات
[12] بواسطة أحد الأمراء المسيحيين، ثم لما خربت هذه الكنيسة على يد العرب، حمل الرفات أحد العربان إلى منزله وأحتفظ بها في مخزن الغلال، فمن ثم كانت سبب بركة عظيمة له ولغلاله، فتمسك الأعرابي ومدينته بوجودها وسطهم. ولما سمع بعض رهبان دير أنبا صموئيل بجبل القلمون بوجود هذه الرفات عند الأعرابي[13] بذلوا جهداً عظيما حتى أقنعوا أخر أحفاده بالتخلي عنها مقابل ذهباً كثيراً، فدخلوا بها إلى ديرهم بالتسابيح والألحان فرحين ومسرورين، وكان ذلك في عهد البابا متاؤوس الأول (الـ87) [1378-1408م] وفي رئاسة الأب المكرم القس ذكري ابن القمص، ونيابة الأب الراهب الناسك سليمان القلموني[14].
ولما كان في (أواخر) عهد البطريرك البابا غبريال الخامس (الـ 88) [1409-1427]، وكان قبلاً راهباً بدير القديس العظيم الأنبا صموئيل المعترف بجبل النقلون، سمع الكاهن المؤتمن القس ميخائيل ابن الكاهن المؤتمن القس جرجس المعروف بالمعايرجي خادم بيعة مار جرجس بدرب التقة بهذا الخبر فتقدم إلى الأب البطريرك أنبا غبريال وسأله أن يمني عليه بإشارته إلى الآباء الرهبان بجبل القلمون بأن يعطوه جزء من الأعضاء الطاهرة التي للشهيد مار جرجس ليحضرها إلى بيعته بمصر القديمة. وبعد سؤال كثير أنعم عليه الأب البطريرك بذلك وكتب له بركة للآباء الرهبان بأن يكملوا إرادته فيما طلب من الأعضاء الكريمة ولعظم فرحته سافر لوقته إلى الدير المذكور وبعد أن تبارك من الآباء الرهبان دفع لهم بركة الأب البطريرك. فلأجل الطاعة ومحبتهم في الأب البطريرك والقس المذكور (القس ميخائيل المعاريجي)، دفعوا له جزءاً من الرفات، وعاد بها إلى مصر في اليوم السادس عشر من شهر أبيب سنة 1142ش [الموافق الأربعاء 10 يوليو سنة 1426م]. بعد أن خرج للقاه من باب البيعه الكهنه بالصلبان والمجامر والشموع والنواقيس والقراءة. وأدخلوه البيعة بإكرام لائق به، وصنع (أي القس ميخائيل) له باعوثاً
[15] عظيماً. وصنعوا لها صندوقاً ووضعوا الرفات داخل أنبوبة ثم وُضعت الأنبوبة داخل الصندوق...[16] .

2. وضع لحن لإكرام الأنبا برسوم العريان:
وضع وهو قس قبل رسامته أسقفاً لحناً لإكرام القديس العظيم الأنبا برسوم العريان، وهو لحن Apekran... المعروف. وذلك كما يشهد ناسخ المخطوطة ""32 Par. قائلاً:
[لحن للقديس العظيم أنبا برسوما العريان ترتيب الاب الاسقف / المكرم انبا ميخاييل المعاريجي حين كان قساً قبل / ولايته الاسقفيه بالوجه البحري ...]
[17].
ومما هو جدير بالذكر أن هذا اللحن صار لحناً يُقال لمدح أي قديس. ومما هو جدير بالذكر أيضاً أنه كان يُظن خطأً أن هذا اللحن كُتب لمدح القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان، ولكن من يدرس كلماته ملياً يجد أنه لا يتناسب وسيرة الأنبا أنطونيوس. فمثلاً يقول: " السلام لقبرك الممتلئ نعمة. السلام لجسدك المقدس ..." ومن المعروف أن مكان جسد الأنبا أنطونيوس غير معلوم بالتحديد، كذلك يقول: " اسمك عظيم في كورة مصر..."، وهذه عبارة تُناسب قديس محلي مثل القديس الأنبا برسوم
[18] العريان، ولا تُناسب قديس مسكوني مثل القديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان في كل العالم.

ب. في عهد أسقفيته:
اهتمامه بنقل جزء من رفات الشهيد مار جرجس لكنيسة سمنود:
بعد سيامته الأسقفية أراد أن يحتفظ ببركة الشهيد العظيم مار جرجس الروماني، فأخذ جزء من الذخيرة المقدسة التي حملها من دير أنبا صموئيل أيام قسوسيته، إلى مقر عمله الجديد كأسقف لسمنود، حيث أودعها هناك وهي لاتزال محفوظة هناك حتى الآن. ومما هو جدير بالذكر أنه نُقل جزء من هذه الرفات المقدسة فيما بعد إلى كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بمدينة دمياط، بالإضافة إلى رفات سميه الشهيد العظيم مارجرجس المزاحم، في ظروف معينه، شرح تفاصيلها القمص بيشوي عبد المسيح
[19].
ومما يؤكد تلك المعلومة أن الأنبوبة التى تحوي هذه الرفات المقدسة بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بدمياط منقوش عليها عبارة باللغة العربية، نصها كما يلي:
[السلام لسيدي جاورجيوس أذكر يارب عبدك المهتم بهذه الأنبوبة الأنبا ميخاييل أسقف سمنود وما حولها 1187]
[20].
وهذا أخر ما توصلنا إليه حتى الآن من أخبار هذا الحبر المِفضال.

(2) القمص جرجس الحكيم (1461-1509م ؟)

أولاً: اسمه وعمله:
* الشماس الرييس الشمس ابو المنصور ابن القس التاج اسحق
[21].
* الشماس ابو المنصور ابن القس التاج اسحق الحكيم المعروف بالمصري ... اخو الارخن الرييس الارشي دياقون الشيخ ولى الدوله ميخاييل المهتم ببيعة الست السيدة بحارة الروم بالقاهرة والمهتم بعمل الميرون بها
[22].
* القس الشمس ابو المنصور ابن القس التاج اسحق الحكيم المصرى
[23].
* المسكين بخطاياه منصور المدعو بالاسم بغير استحقاق قمصاً
[24].
* القمص جرجس الحكيم
[25].
نفهم من ذلك عدة أمور، نوجزها فيما يلي:
أ. أنه كان شماساً وقت عملية طبخ وتقديس زيت الميرون المقدس، التي تمت بنفس الكنيسة المذكورة، سنة 1177ش (1461م) في عهد البابا الأنبا متاؤوس الثاني الـ90
[26].
ب. والده كان الأب القس التاج إسحق الحكيم، والذي كان كاهناً بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدرب التقه (بمصر القديمة حالياً)
[27].
جـ. رُسم قساً بيد البابا المذكور أعلاه يوم أحد الشعانين الموافق 3 برمودة 1177ش (29 مارس 1461م). حيث تذكر حاشية بمخطوط الميرون لهذه المرة خبر رسامته هكذا: " وفى نهاره كرز الشماس الشمس ابو المنصور ابن القس التاج اسحق الحكيم قساً على بيعة الست السيدة المجتمعين بها بحارة الروم / ودعى اسمه جرجس ودلك باختيار المولى الاجل ... المكرم الارشيدياقون المكرم الشيخ ولى الدولة المهتم بالعمل المقدس وضرب عنه المطانوه"
[28].
ومما هو جدير بالذكر أن أول قداس قدسه وهو كاهن، كان يوم السبت الأول من الخماسين المقدسة لنفس السنة الموافق 16 برمودة (10 أبريل)
[29].

ثانياً: أسرته:
ينتمي القمص جرجس الحكيم لأسرة كهنوتية عريقة، شأنه في ذلك شأن العديد من كهنة الأقباط، فكما سبق أشرنا أن والده كان الأب القس التاج إسحق الحكيم، والذي كان كاهناً بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بدرب التقه (بمصر القديمة حالياً). أما والدته فكانت ابنة الكاهن المؤتمن القس جرجس المعروف بالمعاريجى، الذي كان كاهناً بنفس الكنيسة (كنيسة مارجرجس بدرب التقه أيضاً).
وأخوه كان الأرخن الرئيس الأرشيدياقون الشيخ ولىَّ الدولة ميخائيل المهتم بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم بالقاهرة، والمهتم بعمل الميرون المقدس بها سنة 1461م، على عهد البابا متاؤوس الثاني الـ 90
[30].
وأخيراً خاله كان القس ميخائيل المعاريجي كاهن نفس الكنيسة أيضاً، والذي صار فيما بعد أسقفاً على إحدى إيبارشيات الوجه البحري
[31]، أي أنبا ميخائيل أسقف سمنود كما سبق وأثبتنا.

ثالثاً: أعماله:
وصلتنا عدة أخبار عن نشاطه بمدينة القاهرة إبان خدمته فيها، أولاً ككاهن لكنيسة العذارء بحارة الروم (1461-1476م ؟)، ثم إحتمال أنه خدم ككاهن لكنيسة الشهيد العظيم الأمير تادرس الأسفهسلار ببابليون (الدرج) بحرات بني وايل (خرطة الشيخ مبارك بمصر القديمة الآن) (1476-1481م ؟)، وأخيراً إحتمال ككاهن لكنيسة السيدة العذراء بالعدوية (أي بالمعادي) (1481-1485م ؟)، نوجز هذه الأعمال كما توفرت لنا المعلومات فيما يلي:

أ. إحضار أجساد شهداء إلى كنيسة الشهيد العظيم الأمير تادرس الأسفهسلار ببابليون (الدرج) بحرات بني وايل:
1. في ليلة العشرين من أبيب سنة 1192ش (الموافق الأحد 14/7/1476م) أُحضر جسد الشهيد تادرس المشرقي من دير الآباء السريان، إنعاماً من المطران الأب أنبا ساويرس الذي كان أولاً اسمه القس قرياقس رئيس الدير. وكذلك في نفس التاريخ أحضر جسدا الشهيدين المكرمين قزمان ودميان أحضرهما القس المكرم جرجس الشماع من ديره الذي هو بالقاس وصندفا (؟)
[32].
2. في أيامه أيضاً أحضر الأنبا ابرآم أسقف البهنسا، جسد الشهيد يوحنا الجوهري من بيعته بناحية أشروبه (بمركز بني مزار- محافظة المنيا)، وذلك في ليلة العشرين من شهر هاتور سنة 1194ش (الموافق الأحد 16/11/1477م)
[33].
3. وأخيراً أحضر الأنبا يوأنس بن الأسقف، أسقف أسيوط وأوبو تيج ومنفلوط وشرق الخصوص، جسد الشهيد المكرم الأمير تادرس الأسفهسلار ابن يوحنا المصري من ديره بناحية بسرى (كذا، وصحتها: بُصره شرقي بلدة شُطب، بمركز الفتح- محافظة أسيوط)، صحبة أبونا إسحق رئيس الدير والتاج رشيد، إلى الكنيسة المذكورة، في ليلة العشرين من شهر هاتور سنة 1198ش (الموافق الجمعة 16/11/1481م)
[34].

ب. نسخ المخطوط "" Par. 32:
لهذا المخطوط أهمية خاصة، وأهميته تكمن في كونه مخطوط فريد نوعاً ما، فالمؤلوف في عالم المخطوطات القبطية كونها مخطوطات أُعدت للإستعمال الكنسي، فعادةً ما تكون أُحادية الموضوع، فهناك مثلاً مخطوط يحوي البشائر الأربعة، فيُصنف إصطلاحاً "مقدسة" أي يحوي واحدة من الكتب المقدسة، وأخر سير أو ميامر الشهداء أو القديسين، فيُصنف إصطلاحاً "تاريخ" أي يحوي فصلاً من التاريخ، وأخر يحوي القداسات الثلاثة، فيُصنف إصطلاحاً "طقس" أي يحوي واحداً من كتب الطقس الكنسي ... وهكذا. وحينما يحوي المخطوط أكثر من موضوع طقسي، يُطلق عليه "مجموع" collection. ولكن نادراً ما نصادف مخطوط أُعد من البداية ليحوي أكثر من موضوع في أكثر من أتجاه تاريخي أو طقسي، فغالباً ما يكون هذا المخطوط قد أعده ناسخه لإستعماله الشخصي وليس للإستخدام الكنسي.
وهذا المخطوط من هذا النوع الأخير، فهو عبارة عن مجموع تاريخي وطقسي، يحتوي على مجموعة إبصاليات وذكصولوجيات للقديسين، والطروحات المستخدمة في شهر كيهك على السبعة والأربعة خارجاً عن المدون في البيعة ...، ومديح (عربي) من أجل ميلاد ربنا يسوع المسيح، وإبصاليات واطس وآدام لبرمون وعيد الميلاد المجيد، وما يقال في توزيع أحاد وسبوت الصوم المقدس، وإبصاليتين واطس وآدام لعيد الشعانين، ومردات أناجيله وما يقال في توزيعه باللحن السنوي (حسب العادة القديمة)، وما يُقال في تسبحة نصف الليل. ثم ترتيب أسبوع الآلام حسب طقس كنيسة حارة الروم، ثم البركة التي يقولها الكاهن قبل قراءة السيرة في الاعياد (قبطياً). علاوة على طرح واطس من أجل شهداء المسيح الشهيد ايسيذروس بن بدلايمون والشهيد ميخاييل الراهب (بالقبطية)، ومديحتين بالعربية، والمزمور الذي يُقال عند دخول جسد الشهيد إلى البيعة، ومرد الإنجيل للشهيد بالقبطية، وطرح آدام بالقبطية أيضاً، بالإضافة إلى سيرة الشهيد أبامون الطوخي، والبركة التي تُقال قبل السيرة (قبطياً)، وخبر حضور أجساد القديسين بكنيسة الأمير تادرس بحرات بني وايل، ودعاء أخر السيرة، والإنجيل الذي يُقرأ عند دخول جسد الشهيد للبيعة (قبطياً)، وبدأ (مقدمة) قراءة السيرة (عربياً)، وإبصاليتين واطس وآدام للشهداء الكرام ابوقير ويوحنا وميخائيل الجديد، تُقالا في رابع أبيب، المزمور الذي يُقال عند دخول جسد الشهيد للبيعة ومرد الإنجيل، طرح آدام وواطس للشهيد ميخائيل الجديد الراهب الناسك، ذكصولوجيتين واطس وآدام له أيضاً، وإبصاليتين واطس وآدام له أيضاً، وتفسير طرح الهوس الذي للقيامة الشريفة، ثم مديح للقيامة أيضاً، وأخيراً قطع صلوات السواعي (مطولة) عربياً.
المخطوط يبدأ بإبصالي واطس للآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب، بالقبطية فقط، تتلى يوم تذكار نياحتهم 28 مسرى من وضع المعلم نيقوديموس
[35]، وينتهي بقطع الساعة التاسعة، باللغة العربية فقط. به حاشيه تشمل توقيع ناسخه (دون ذكر اسمه) مؤرخة بيوم الأربعاء الموافق عيد النيروز أي رأس السنة القبطية سنة 1226ش (الموافق 29 أغسطس 1509م) بالورقة 19ج. وهو يتكون من 227 ورقة، ناقص البداية والنهاية، مكتوب باللغتين القبطية (البحيرية) والعربية. الورقة تشمل ما بين 22-24 سطراً.
غالباً خرج المخطوط بواسطة ناسخه خارج مصر
[36]. فاشتراها الراهب الألماني الأصل الأب جان ميشيل فانسيليب الدومينيكاني J. M. Vansleb من مدينة نيقوسيا بقبرص بتاريخ سنة 1671م، وأستقر به الحال بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس بتاريخ 3 يونيو 1889م، حيث لايزال هناك محفوظ تحت رقم 32 قبطي (بحيري)[37]. والأرجح أن ناسخه (أي القمص جرجس الحكيم) كتبه قبل سفره للخدمة برودس وقت خدمته بالمعادي، بدليل أنه ذكر بعض المعلومات الهامة عن الكنيسة المذكورة[38]، وذلك لإستخدامه الشخصي أثناء خدمته بالخارج.

جـ. شهاداته في مجال تاريخ الطقوس القبطي:
يُعد القمص جرجس الحكيم واحداً من القلائل (بل وأقدم مَن نعرف بعد ابن كبر
[39])، ممن اهتموا بتسجيل تاريخ وتطور العديد من طقوسنا القبطية، وتكمن أهمية هذه الشخصية في كونه ليس مجرد ناسخ، ولكن ومدقق فيما ينقل، ومُعلق أحياناً. علاوة على كل هذا، هو شخص غير معروف لدى العلماء والباحثين في مجال تاريخ الطقوس من قبل. وفيما يلي بعض أعماله في هذا المجال:
1. إسهامات الأنبا يوأنس بن شنوده أسقف أسيوط وأبوتيج ومنفلوط وشرق الخصوص (1430-1460م) في مجال الإمنولوجيا القبطية
[40].
2. إسهامات القس سركيس في مجال الإمنولوجيا القبطية، حيث يذكر: "وعند انتهى الارباع يرتل الشماسة والموجودين بهذه الابصالية تصنيف القس سركيس ولها طريقة معروفه به Ari'alin ev/etauasf". أ. هـ.
من هذا النص عاليه نعرف أن القس سركيس
[41] ليس هو فقط مُصنف هذه الإبصالية فحسب ـ فهذه معلومة معروفة للكل، علاوة على كونه (أي القس سركيس) يذكر ذلك بوضوح في الربع الأخير من هذه الأبصالية ـ ولكن هو واضع اللحن الموسيقي لهذه الإبصالية، والدليل على هذا أن اللحن الموسيقي لهذه الإبصالية فريد وغير متكرر في الطقس القبطي في أي إبصالية ترجع قبل هذا التاريخ، ومن ثم أستوحى من لحنها المُميز هذا العديد من مؤلفي الترانيم في العصر الحديث ووضعوا بعض مصنفاتهم.
3. شهادته عن ترتيب أسبوع الآلام حسب طقس (كنيسة) حارة الروم
[42].
4. شهادته عن طريقة (ترتيل) القوانين المعروفه بطريقة يونس (؟)
[43].
5. شهادته عن الإبصاليات والطروحات والقطع المضافة حديثاً على ما هو مدون في البيعة، لتتلى في تسبحة السبعة وأربعة في شهر كيهك، لعزاء المؤمنين
[44].

د. تسجيل بعض الأحداث التاريخية المعاصرة:
علاوة على تسجيل القمص جرجس الحكيم لتاريخ وتطور بعض طقوسنا القبطية، كذلك سجل بعض الأحداث التاريخية الهامة التي عاصرها، مثل:
1. إستشهاد الراهب ميخائيل الجديد
[45] في الساعة الثالثة من يوم السبت المبارك الرابع من شهر أبيب سنة 1210 (للشهداء الموافق 28 يونيو 1494م) بالقاهرة المحروسة[46]، مع تسجيل مجموعة من قطع الإيمنولوجية (التمجيد) الخاصة بالشهيد، مثل: طرحين واطس بالقبطية[47]، ومديحتين بالعربية[48]، وإبصاليتين واطس وآدام للشهداء الكرام ابوقير ويوحنا وميخائيل (الجديد، تُقالا في) رابع أبيب[49]، والمزمور الذي يُقال عند دخول جسد الشهيد إلى البيعة، ومرد الإنجيل للشهيد بالقبطية[50]، بالإضافة إلى طرح آدام، وأخر واطس (بالقبطية) له أيضاً[51]، كذلك ذكصولوجية واطس له أيضاً، مُسجل قبلها تاريخ إستشهاده باليوم والساعة[52]، وأخرى آدام تُقال قبل الطرح الآدام[53]، وفي النهاية إبصالي واطس[54]، وأخرى آدام له أيضاً[55].
هذا وقد أشار القمص جرجس أن جسد هذا الشهيد محفوظ بدير الست السيدة بالعدروية (كذا، وصحتها العدوية) شرقي مقـ(ـطم) مصر (أي بالمعادي)، بالإضافة إلى جسد الشهيد إيسيذورس بن بندلايمون
[56]. ولعل هذه الرفات هي التي عُثر عليها أثناء عملية الترميم الواسعة التي جرت بالكنيسة إبتداءً من شهر يناير سنة 1983م، والمحفوظة بحجرة على يسار الداخل من باب الكنيسة الغربي، وتُعرف الآن باسم "رفات شهداء المعادي"[57].
2. رسامة مجموعة من الآباء الكهنة بمسطرد بيد الأنبا متى (متاؤوس) أسقف إيبارشية منية صُرد (مُسطرد)، وذلك يوم الأحد 12 أبيب سنة 1210 (للشهداء الموافق 5 يوليو سنة 1494م)، وهم عبارة عن ترقية أربعة قسوس إلى رتبة القمصية، ورسامة اثنين من الشمامسة قسوس. واسماؤهم كما يلي:
- القمامصة: يوحنا القمص داوود، رافاييل اسراييل، يوسف يوحنا نسيم، ويوسف الـ(...) (؟).
- القسوس: يوسف، سمعان
[58].

هـ. سفره لجزيرة رودس:
سافر القمص جرجس الحكيم إلى جزيرة رودس بالبحر المتوسط في ظروف غير معروفة، كذلك لا نعلم المدة التي قضاها هناك لخدمة الجالية القبطية بتلك الجزيرة، وهل أكمل حياته هناك، ومنها أنطلق إلى الحياة الأفضل، أم عاد إلى مصر وفيها إنضم إلى آبائه (؟). ولكن الثابت أنه قصد تلك الجزيرة ليخدم كنيسة مار جرجس بمدينة رودس عاصمة هذه الجزيرة
[59]. والشاهد الوحيد على ذلك، هو ما جاء بالمخطوط "Par. 155"، حيث يشمل على توقيع القمص جرجس الحكيم، موضحاً كونه كاهناً بالكنيسة القبطية بجزيرة رودس المحروسة[60].

و. تعليقاته على المخطوط ":" Par. 155
يحتوي هذا المخطوط على 13 مقالاً (ميمر) عن حياة ونياحة وصعود جسد السيدة العذراء
[61]. يبدأ هذا المخطوط بميمر عنوانه: "الاعجوبة العظيمة الذي (كذا، وصحتها: التي) ظهرت/ بناحية صيدنايه من الام المباركه الراهبه/ الطوبانية العابدة لله تعالى القديسة/ المجاهده مارينا الرئيسة بدير الامهات/ في اليوم المبارك (فراغ)/ بركاتها تحل علينا يا اباي واخوتي امين"[62].
وهناك تعليق على جانبي هذا العنوان بخط مخالف، على الجانب الأيمن: "لا يكون في حل من/ الله كل من يقرأ هذه (كذا)/ الخبر في كنيسة القمص جرجس الحكيم" أ. هـ.
وعلى الجانب الأيسر: "محروم ثم محروم كل من يقرأ مثل/ هذه الخبر الكذب في كنيسة القمص جرجس الحكيم" أ. هـ.
من هذا نفهم أن الكنيسة التي كانت بجزيرة رودس، بدأت بواسطة كاهن يدعى "جرجس السوري" غالباً كان من طائفة الروم الأرثوذكس العرب (من القاهرة)، حيث كانت الجالية الشرقية التي يخدمها هذا الكاهن تتكون من أناس ينتمون لأكثر من مذهب (رومي، ماروني، يعقوبي ... إلخ). ثم خدم فيها القمص جرجس الحكيم غالباً بعد نساخة المخطوط " Par. 32". ومن ثم كان بمكتبة هذه الكنيسة عدد من الكتب لا تنتمي للتراث القبطي قد نُسخت قبل وصوله لرودس، الذي كان المخطوط "" Par. 155 أحدها
[63]. ومن ثم صارت هذه المجموعة المتنوعة المشارب أصلاً نقل عنه ناسخ المخطوط "" Par. 155، ثم صار هذا المخطوط نفسه مصدراً نقل عنه نُسّاخ أخرون. الأمر الذي يؤكده الباحث حبيب الزيات[64]، حيث نشر وحلل النسخ المختلفة لهذا الميمر في المخطوطات: 262 عربي بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، 170 عربي بالمكتبة الرسولية بالڤاتيكان، 202 سرياني (كرشوني) بالمكتبة السابقة الذكر[65].
ومن هنا نكتشف حرص وأمانة القمص جرجس الحكيم على أن يبقى التراث القبطي صافياً من أي عناصر أخرى تدخل عليه، وبالتالي نفهم سبب كتابته لهذا الحرم الذي كتبه في بداية ذلك الميمر المذكور.
وفي الختام كانت هذه المقالة مجرد محاولة لتأريخ وتسجيل جهاد شخصيتين كانت لهما أيادٍ بيضاء في أكثر من مجال وخاصةً في مجال إثراء وتسجيل تاريخ وتطور طقوسنا القبطية، فأثريا بذلك حقل التراث المسيحي المكتوب باللغة العربية بصفة عامة، وحقل الإبداع القبطي في القرن الخامس عشر الميلادي بصفة خاصة.


الهوامش:
[1] أخص بالذكر أ. نبيه كامل داود، الذي أمدني بالكثير من المعلومات والملاحظات المفيدة، فله مني جزيل الشكر.
[2] سنذكر هنا المصادر والمراجع التي ترد أكثر من مرة في المقالة، أما التي ترد مرة واحدة، فنذكرها كاملة البيانات في أماكنها.
[3] المعلم نيروز نوار: هو ناظر كنيسة السيدة السيدة العذراء بالمعادي بين عامي 1739-1749م، راجع: نبيه كامل داود، تاريخ كنيسة السيدة العذراء بالمعادي، الطبعة الأولى، القاهرة، أغسطس 1999م، ص 49-50.
[4] أي قرية النواميس، مركز البداري، محافظة أسيوط.
[5] المخطوط ".His 25" ، الورقة 106 ظ.
[6] المخطوط "32 Par."، الورقة 12ظ.
[7] المخطوط ""155 Par.، الورقة 1 ج.
[8] المخطوط "301 Theol." المُكاتبة رقم (69) بعنوان: «نسخة بركة لأهل سمنود وغيرها صحبة أسقفهم أنبا ميخائيل»، بدون تاريخ، ورقة 230ظ - 235ج.
[9] المخطوط السابق الذكر، المُكاتبة (71) بعنوان: «نسخة بركة لأسقف سمنود لمن يتحدث فيه بما لا ينبغي»، بدون تاريخ، الورقة 238ج - 240ج.
[10] المخطوط السابق الذكر، المُكاتبة (73) بعنوان: «ورقه بركه لساير الشعب لما قصد ابونا التوجه لزياره البريه» ، ورقة 240ظ - 248ظ.
[11] S. Timm, Das christlich, teil 5 (Q-S), "Samannüd", p. 2258.
[12] بحسب رأي بعض المؤرخين كانت هذه الكنيسة بواحة الحيز التي تتبع الواحات البحرية بمحافظة الجيزة، وقد خربت هذه الكنيسة أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، وآثارها لا تزال قائمة، راجع:
Otto Meinardus, Christian Egypt, Ancient and Modern, sec. ed., Cairo, 1977, p. 489-490.
[13] بحسب سنكسار يوم 16 أبيب، ترد القصة بشكل مختلف، حيث يذكر تحت عنوان "إحضار جسد الشهيد العظيم جاؤرجيوس"، ما يلي: في مثل هذا اليوم كان وصول أعضاء الشهيد العظيم جاؤرجيوس إلى كنيسته بمصر القديمة وذلك ان راهبا اسمه القمص مرقس كان رئيساً على دير القلمون، وكان يتردد على البلاد لافتقاد المسيحيين كل سنة فاتفق له ان بات ليلة حسب عادته عند رجل عربي، فرأى القديس جاؤرجيوس في رؤيا يقول له : "خذ جسدي من المرأة التي تأتيك به غدا وضعه في كنيستي التي بمصر القديمة". ولما كان الغد أتته امرأة وأعلمته أن لديها صندوقاً كان أحضره ولدها قبل موته من كنيسة القديس جاؤرجيوس بفلسطين فتحققت رؤياه ومضى معها وشاهد الصندوق. ثم ذهب إلى البابا البطريرك الأنبا غبريال الثامن الثمانين وأخبره بأمره فقام لوقته ومعه الكهنة وبعض الشعب إلى حيث الصندوق وبعد أن تباركوا من الأعضاء المقدسة وأعطوا المرأة بعض المال حملوا الصندوق باحتفال عظيم وأتوا به إلى كنيسة القديس بمصر القديمة وظهرت منه آيات كثيرة. ومن الطريف أن هذا الخبر غير موجود بالسنكسار المُحقق بواسطة René Basset، والسنكسار المُحقق بواسطة Forget، ولكن فقط بالكتاب المطبوع بواسطة مكتبة المحبة.
[14] سنكسار يوم 3 بؤونه يذكر تحت عنوان: "بناء أول كنيسة لمار جرجس ببلدتي برما وبئر ماء بالواحات"، ما يلي: في مثل هذا اليوم بُنيت أول كنيسة على اسم الشهيد العظيم مار جورجيوس بالديار المصرية ببلدة بئر ماء بالواحات كما كرست باسمه في مثل هذا اليوم أيضا كنيسة في بلدة برما مركز طنطا، وذلك أنه بعد هلاك دقلديانوس وملك الملك البار قسطنطين هدمت هياكل الأوثان وبنيت الكنائس على أسماء الشهداء الأبطال الذين جادوا بدمائهم في الدفاع عن الأيمان.
وكان بالديار المصرية قوم من الجنود المسيحيين وهبوا جزءاً من الأرض المقامة عليها برما الآن، وكان من بينهم شاب تقي وديع يقيم بقطعة منها مع بعض المزارعين وكان بتلك الجهة بئر للشرب فسمع هذا الشاب بعجائب العظيم في الشهداء جورجيوس فسعى حتى حصل على سيرته وكتبها وصار يتعزى بقراءتها بغير ملل وحدث في ليلة اليوم الرابع والعشرين من شهر بشنس وهو قائم يصلي ان رأى جماعة من القديسين وقد نزلوا بجوار هذه البئر يسبحون الله ويرتلون بأصوات ملائكية وهم محاطون بنور سماوي فاستولت عليه الدهشة. وعندئذ تقدم إليه واحد منهم في زي جندي وعرفه أنه جورجيوس الذي إستشهد على يد دقلديانوس وأمره ان يبني له كنيسة في هذا الموضع لان هذه مشيئة الرب، ثم ارتفعت عنه الجماعة إلى السماء وهم يمجدون العلي. وقضى الشاب ليلته متيقظاً حتى الصباح ومرت عليه عدة أيام وهو يفكر كيف يبني هذه الكنيسة وهو لا يملك ما يقوم بنفقات جزء بسيط منها وفي إحدى الليالي وهو واقف يصلي ظهر له الشهيد العظيم جورجيوس وحدد له مكان الكنيسة ثم أرشده إلى مكان وقال له احفر هنا وستجد ما تبني به الكنيسة. ولما استيقظ في الصباح ذهب إلى حيث أرشده الشهيد الجليل وحفر فوجد إناء مملوءاً ذهباً وفضة فسبح الله وعظم قديسة وبني الكنيسة ثم استدعي الأب البطريرك وكرسها في مثل هذا اليوم وبنيت المنازل بجوار هذه الكنيسة وسميت هذه الجهة (بئر ماء) نسبة إلى بئر الماء التي بنيت بجوارها الكنيسة ويجري الاحتفال بهذا التذكار المجيد في هذه البلدة سنوياً وهناك تظهر الآيات الباهرة من إخراج الشياطين وشفاء المرضى بشفاعة هذا الشهيد العظيم.
ونقلت أعضاء القديس جورجيوس التي كانت محفوظة في بيعته من مدينة بئر ماء بالواحات إلى دير أنبا صموئيل بمعرفة رهبانه وذلك في أيام الأب القديس متاؤس البطريرك (87) ورئاسة الأب القس زكري ابن القمص والأب الراهب سليمان القلموني، وفي عهد رئاسة البابا غبريال البطريرك (88) نقلت أعضاء القديس إلى الكنيسة المعروفة باسمه بمصر القديمة وكان ذلك في يوم 16 أبيب سنة 1240 ش (10 يوليه سنة 1524 م). ومن الطريف أيضاً أن هذا الخبر غير موجود بالسنكسار المُحقق بواسطة René Basset، ولكن في المطبوع بواسطة مكتبة المحبة فقط.
[15] باعوث ™OtD: كلمة سريانية تعني الطلبة، جمعها بواعيث، وهي قطع طلبات وتوسلات المؤمنين لله، وتتألف من بضعة أبيات شعرية، على أوزان ثلاثة، تتلى يومياً أثناء الصلوات اليومية. وهي من وضع مجموعة من القديسين مثل مار أفرام السرياني، ومار يعقوب السروجي، أقتطفها وأضاف عليها مار يعقوب الرهاوي في القرن الثامن الميلادي. معانيها رائعة خشوعية تحث على التوبة، وتتأمل في تدابير الله، راجع: جوزيف أسمر ملكي، الغناء السرياني من سومر إلى زالين (القامشلي)، القامشلي – سوريا 2004، ص 46.
[16] المخطوط "25 His."، الميمر الرابع: حضور جسد مارجرجس إلى بيعته بدرب التقه بقصر الجمع، الورقة 103ج- 107ج؛ والمخطوط 9 His."، الميمر السادس، الورقة 97ج- 100ج؛ والمخطوط "قد 274"، الميمر الـ 12: "نقل عظام مارجرجس من فلسطين إلى مصر في أيام رياسة البطريرك الأنبا غبريال على يد القس ميخاييل ابن القس جرجس خادم هذه البيعة سنة 1142 للشهداء" الورقة 290ج. هذا وقد نُشر هذا الخبر نيافة الأنبا باسيليوس أسقف ورئيس ديرأنبا صموئيل، في كتابه عن "بستان القلمون"، صـ 144-147.
[17] مخطوط ""32 Par.، الورقة 12 ظ، لعل يُفهم من ذلك أنه كان أحد رهبان دير شهران (؟)، حيث يرقد جسد القديس الأنبا برسوم العريان، أو ربما عاش بالدير فترة من الزمن (؟)، أنظر صورة الورقة بأخر المقال.
[18] اسم "برسوم" تعريب لاسم سرياني هو AgNzC يُلفظ "بارصومو" بحسب النُطق السرياني الغربي، أو "بارصوما" بحسب النُطق السرياني الشرقي. والكلمة مكونة من كلمتين، الأولى: C-‘C تلفظ "برو" أو "بار" بمعنى: ابن، والثانية: fNz بمعنى تلفظ "صوم"، وهي بمعنى الصوم، أي أن الاسم كاملاً يعني: ابن الصوم. عُرف هذا الاسم في المجتمع القبطي منذ القرن الرابع عشر الميلادي على الأقل، ونُطق بحسب اللفظ الشرقي "برسوما" بعد تخفيف الصاد بالسين، وبهذه الصورة ورد الاسم بالمخطوط، راجع: البطريرك مار أغناطيوس أفرام الأول برصوم، اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والأداب السريانية، ط 4، مطبعة مار أفرام السرياني بديره بهولندا سنة 1987م، ص 24.
[19] راجع: بيشوي عبد المسيح (القمص)، تاريخ إيبارشية دمياط، ص 48-49.
[20] الموافق سنة 70/ 1471م، المرجع السابق، ص143.
[21] المخطوط "72 Lit."، الورقة 59 ج.
[22] المخطوط "Lit. 286"، الورقة الورقة 46 ظ، 71 ظ، 72 ج، 73 ج.
[23] المخطوط "72 Lit."، الورقة 64 ظ.
[24] مخطوط ""32 Par.، الورقة 12 ظ.
[25] المخطوط ""155 Par.، الورقة 1 ج.
[26] المخطوط "286 Lit."، الورقة 46 ظ، 127 ظ؛ المخطوط "72 Lit."، الورقة 59 ظ.
[27] المخطوط "72Lit."، الورقة 52 ج.
[28] حاشية بالطول على جانب الورقة 59 ظ، بالمخطوط "72 Lit."، وكذلك بالورقة 73 ج، من المخطوط "286 Lit.".
[29] المخطوط "286 Lit."، الورقة 194 ج.
[30] المخطوط "Lit. 286"، الورقة الورقة 46 ظ، 71 ظ، 72 ج، 73 ج.
[31] المخطوط ""32 Par.، الورقة 12 ظ.
[32] المخطوط السابق الذكر، الورقة 191ج، وهذه الرفات المقدسة لا تزال موجودة بالكنيسة المذكورة حتى تاريخ كتابة هذه الكلمات.
[33] المخطوط السابق الذكر، الورقة 191ج.
[34] المخطوط السابق الذكر، الورقة 191ج، وراجع مقالة للمؤلف بمجلة "الكرمة الجديدة"، العدد الثالث 2006م، بعنوان: "الأنبا يوأنس بن شنودة والأنبا يوأنس بن الأسقف"، ص 229.
[35] سوف يكون موضوع حلقة لاحقة من سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا" إن أحب الرب وعشنا عن هذا المؤلف المشهور "المعلم نيقوديموس"، حيث لا يزال البحث جارياً لحصر إنتاجه الوفير.
[36] راجع الفقرة "هـ"، من البند ثالثاً: أعماله.
[37] L. Delaporte, Catalogue, p. 81-82.
[38] راجع الفقرة "د"، من البند ثالثاً: أعماله.
[39] أي الأب القس برصوم كاهن الكنيسة المعلقة بمصر القديمة (+ 1324م)، والمعروف باسم "شمس الرئاسة ابو البركات بن كبر"، مؤلف الموسوعة الكنسية الشهيرة مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، وغيرها، والذي حظى بإهتمام الدارسين الأجانب والمصريين، راجع على سبيل المثال لا الحصر:
Dom Louis Villecourt o.s.b., Mgr. Eugène Tisserant, et M. Gaston Wiet, «Livre de La Lampe des Ténèbres et de L’Exposition (Lumineuse) du Service (de L’Église) par Abû’l-Barakât connu sous le nom d’Ibn Kabar, Texte Arabe édité et traduit», PO, tome XX, fascicule 4; Georg Graf, Geschichte der chrislichen arabischen Literatur, Biblioteca Apostolica Vaticana, Città del Vaticano, Band I-ΙV, 1944-1953; A. Wadi, Abū al-Barakāt Ibn Kabar, Mişbāh al-Zulmah (cap. 18: il digiuno e la settimana santa), Studia Orientalia Christiana- Collectanea 34, Cairo-Jerusalem 2001, p. 233-322.
[40] راجع مقالتنا بمجلة "الكرمة الجديدة"، العدد الثالث 2006م، بعنوان: "الأنبا يوأنس بن شنودة والأنبا يوأنس بن الأسقف"، ص 223-225.
[41] راجع مقالتنا بمجلة "الكرمة الجديدة"، العدد الثاني 2005م، بعنوان: "القمص إرميا الناسخ والقس سركيس"، ص 242-246.
[42] ستظهر قريباً دراسة لمُعد هذا المقال، عن هذا الموضوع الهام.
[43] المخطوط ""32 Par.، الورقة 14 ج، والمقصود هنا القوانين الطقسية التي تتلى في أخر الصلوات الليتورجية، مثل: قانون الصوم المقدس: Cwmatoc ke Èematoc ...، وقانون الدفنه: Golgo;a Èmmethebreoc .... بينما لا نعرف من هو الشخص المقصود بقوله (بطريقة يونس) أو (يوأنس)، مَن مِن البابوات أو من الأساقفة أو من الكهنه أو من الرهبان الذين حملوا هذا الاسم ؟ لعله البابا يوأنس الثامن الشهير بابن القديس الـ 80، لأنه أجرى العديد من التعديلات في مجال الطقوس القبطية، التي سوف تكون موضوع حلقة لاحقة من حلقات سلسلة مقالاتنا "شخصيات من تاريخنا" إن أحب الرب وعشنا.
[44] المخطوط ""32 Par.، الورقة 23 ظ، 68 ج، 71 ج.
[45] وهو غير الراهب الشهيد ميخائيل الدمياطي، الذي أستشهد في اليوم الحادي عشر من شهر هتور سنة 994 ش (الموافق السبت 7 نوفمبر 1277م)، ولا نعلم أيهما المقصود في الربع الـ 45 من مجمع تسبحة نصف الليل (حسب كتاب الإبصلمودية السنوية طبعة جمعية نهضة الكنائس القبطية الأرثوذكسية)، راجع:
Evelyn White, The Monasteries of the Wadi’n Natrûn, New York, Metropolitan Museum ot Art, Egyptian Expedition, 1926- 33, Arno Press 1973, Hugh Gerard, p. 382? Nabil F. F., V. Mistrih, "Vies inédites, ďaprès un synaxaire manuscript de ľéglise de la Sainte-Vierge al-Damširiyyah au Vieux Caire" Collectanea 39, 2006, p. 263-264; Youhanna Nessim Youssef , Michael "a new martyr according to a fragment from saint Macarius Monastery", Bulletin de La Societe d' Archeologie Copte, Tome XLVI ( 2007 ), p. 151-159.
[46] المخطوط ""32 Par.، الورقة 210 ظ.
[47] المرجع السابق، الورقة 147 ظ- 148 ج، 206 ظ- 207 ج.
[48] المرجع السابق، الورقة 148 ج- 150 ج، 208 ج.
[49] المرجع السابق، الورقة 200 ج، 202 ج.
[50] المرجع السابق، الورقة 204 ج.
[51] المرجع السابق، الورقة 207 ج- 207 ظ.
[52] المرجع السابق، الورقة 210 ظ.
[53] المرجع السابق، الورقة 211 ج.
[54] المرجع السابق، الورقة 212 ج.
[55] المرجع السابق، الورقة 213 ظ.
[56] المرجع السابق، الورقة 147 ظ، 148 ج، ومما هو جدير بالذكر أن تذكار شهادة الشهيد إيسيذوروس يوم 19 بشنس، وهو المقصود في الربع الـ 41 من مجمع تسبحة نصف الليل (حسب كتاب الإبصلمودية السنوية طبعة جمعية نهضة الكنائس القبطية الأرثوذكسية)، وله أيقونه فريدة محفوظة بكنيسة الشهيد العظيم مار مينا بفم الخليج بمصر القديمة، مع عائلته (والداه الشهدين بندلايمون وصوفيه، وشقيقته الشهيدة أفوميه)، ولعلها تكون هي الأيقونة الوحيدة لهؤلاء الشهداء بمصر حسب علمنا.
[57] مما هو جدير بالذكر أن لهذا الشهيد أبصاليتين أخرتين (غير ما ورد بالمخطوط ""32 Par.)، إحداهما واطس والأخرى آدام، بالمخطوط 8 قبطي (بحيري) بالمكتبة الوطنية الفرنسية بباريس، الورقة 238ج- 245ج، ومن المُلفت للنظر أن كاتب الأبصالية الواطس يدعوه في أولها "الشهيد ميخائيل شبيروا الجديد" !!.
[58] المخطوط ""32 Par.، الورقة 21 ج.
[59] راجع مقالة للمؤلف بعنوان: "تاريخ الكنيسة القبطية بجزيرة ردوس، القرن الـ 15-16 الميلادي" بأسبوع القبطيات الرابع عشر بروض الفرج (تحت الطبع).
[60] راجع المخطوط المذكور، الورقة 11 ج. وإتماماً للفائدة وللأمانه العلمية، لابد أن أسجل أفتراض منطقي قد يرد في ذهن القارئ الكريم بعد أن يقرأ هذا الجزء من البحث، وهذا الإفتراض كالآتي: إذا كان القمص جرجس الحكيم قد خدم في جزيرة رودس فترة من الزمان، فمن المنطقي إذن أن يكون الأنبا ميخائيل المعاريجي (خاله)، هو الأنبا ميخائيل القبرسي المطران على قبرس ثم رودس، والذي كان قد اعتفى من الخدمة وقت كتابة المكاتبة رقم (73) من مخطوط " Theol. 301"، للبابا يوأنس الثالث عشر سنة 1508م، والمشار إليها سابقاً في هذا البحث. ولكن هذا الإفتراض المنطقي تتضاءل فرصه حينما نذكر ما قاله القمص جرجس الحكيم نفسه عن خاله كونه أحد أساقفة الوجه البحرى وليس أحد أحبار الكنيسة الخدام خارج مصر، بالإضافه لكونه أسقفاً وليس مطراناًَ.
[61] G. Troupeau, Catalogue des Manuscuts Arabes, p. 129-131.
[62] مما هو جدير بالذكر أن هذا الميمر نُشره بالكامل في كتاب حبيب زيات عن تاريخ بلدة صيدنايا، ص 114-121.
[63] للرجوع لتفاصيل أكثرفي هذا الموضوع راجع: مقالة للمؤلف بعنوان: "تاريخ الكنيسة القبطية بجزيرة ردوس القرن الـ 15-16 الميلادي" مرجع سابق، كذلك راجع: روبير الفارس، "في أسبوع القبطيات الـ 14 .. إكليريكي يكشف عن كنيسة للأقباط بجزيرة رودس" جريدة روز اليوسف، العدد 414 الصادر بتاريخ 10 ديسمبر 2006 م، ص 13؛
Robeir al-Faris, "A Coptic church in Rhodes", Watani International, Year 6 Issu 306, 24 December 2006- 15 Kiyahk 1723, p. 4.
[64] حبيب الزيات، مرجع سابق، ص 122.
[65] المرجع السابق، ص 107-109.
ملاحظة هامة: هذه المقالة سبق أن نُشرت في مجلة الكرمة الجديدة، السنة الخامسة (2008م)، ص 199- 218.

هناك 5 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. مساء الخير دكتور ماجد
    لي الشرف أن أكون أول مَن يقدم لك تهنئة رقيقة بهذا السبق الالكتروني للنشر العلمي لأبحاثك الهادفة، وأن أشكرك شكرًا خاصًا على هذا الجهد المبذول في الارتقاء بالمكتبة القبطية في مجال هام من علوم الكنيسة القبطية. خاصة تاريخ الطقوس وتاريخ المؤلفين والمرتبين والمدونين لها، أمثال هذه الشخصيات التي قد نعرف اسمها فقط أو لا نعرفها أصلاً، في حقبة زمنية نادرًا مَن يبحث فيها.
    الرب يعطيك المعونة لتكميل مثل هذه الدراسات البناءة لخدمة كنيسته آمين.

    ردحذف
  3. أشكرك على المرور على هذه المدونة، وعلى هذا التعليق. كما أني أرحب بكل تعليق علمي جاد على هذه المقالات.

    ردحذف
  4. ربنا يعوض قدسك بالخير ........ويديك نعمة ....عمل رائع .....فخورين بة
    الرب معكم

    ردحذف
  5. حقيقى مجهود رائع .. ومعلومات تاريخية دسمة كنا فى عطش لها ..ونريد ان ننهل منها المزيد .. فالتاريخ القبطى يزخر بالتراث وكلما الباحث تعمق فيه كلما ازداد عشقا له ..
    اهنئك بذلك العمل الكريم .. وننتظر منك المزيد من الابحاث النادرة .

    ردحذف