27 أغسطس 2009

(2) نبذة مختصرة عن
العلاقات القبطية الأرمنية عبر العصور




البابا شنوده الثالث والوفد القبطي أمام مدخل كاتدرائية الأرمن الأرثوذكس بأنطلياس - لبنان سنة 1972


مقدمة:
الأرمن من الشعوب الهند أوربية. نشأت أمتهم من القبائل المستوطنة في أسيا الصغرى والمنتشرة حول بحيرة (فان)، وهم من أقدم الأمم التي وجدت بعد الطوفان وينسبون إلى هايكوس بن توجومه بن جوهر بن يافث بن نوح[1]. ومنذ القرن السادس قبل الميلاد ( فترة حكم الفرس للأرمن) كانت هناك صلات قوية بين الأرمن والمصريين، حيث قصد الأرمن مصر للتجارة والبعض منهم أستقر بها، ولكن كانت علاقاتهم مع المصريين مقتصره دائماً على التعاملات الأقتصادية والتجارية، بينما حرصوا على أن ينغلقوا على أنفسهم في مجال الزواج والمصاهرة حتى يضمنوا نقاء الجنس الأرمني على الدوام[2].
وبعد ظهور المسيحية، كان الأرمن من أوائل الشعوب التي أمنت بها منذ القرن الميلادي الأول، غير أن الظروف السياسية غير المستقرة للشعب الأرمني جعلته في شبه عزلة من الاشتراك مع المجتمع المسيحي في المجامع المسكونية، خصوصاً في مجمعي أفسس (سنة431م) وخلقدونية (سنة451م). ولكن بعد هذه العزلة، وفي أوائل القرن السادس، ابتدأوا يهتمون بالمشاحنات القائمة بسبب بدعة نسطور. وفي عهد البطريرك بابكين الأول (490- 515م) أعلنوا رسمياً في مجمع دوين الأول سنة 506م رفضهم لقرارات المجمع الخلقيدوني وشجبهم لبدعة نسطور بطريرك القسطنطينية، وقرروا أنهم على إيمان مجمع أفسس المسكوني وعلى إيمان بابا الإسكندرية القديس كيرلس عمود الدين البطريرك الرابع والعشرون
[3]، وهذا بفضل الترجمة, تمكن القراء الأرمن من الإطلاع على منجزات علم اللاهوت الإسكندري, بالإضافة إلى الفلسفة الأفلاطونية، حيث كانت لهذه المجموعة من الأعمال المترجمة مساهمة في توجيه مؤلفات الأرمن في أدبيات اللاهوت المسيحي, والتى كانت من أهمها ترجمات الكتابات العقائدية من تأليف بابوي الإسكندرية القديس كيرلس (412-444), والقديس أثناسيوس الرسولي (+ 373م). وكان لآراء هذين العالمين البارزين من علماء اللاهوت السكندريين تأثير عظيم على تشكيل الفكر اللاهوتي الأرمني, وقد استخدمت بتوسع في النضال ضد مؤيدي قرارت مجمع خلقيدونيه[4].
وبالتالي صاروا ضمن مجموعة الكنائس الشرقية الرافضة لقرارات المجمع الخلقيدوني، مع إخوتهم الأقباط والسريان والإثيوبين، وبالتالي صارت لهم مع الأقباط علاقات خاصة تجمعهم.
فعرف الأقباط بعض قديسي الكنيسة الأرمنية وأكراموهم وأضافوا اسماءهم في كتبهم الطقسية مثل الخولاجي والسنكسار. ويأتي على رأسهم القديس غريغوريوس الأرمني الذي يُذكر اسمه في مجمع القديسين بالقداس الإلهي حسب الطقس القبطي. كما تُعيد له الكنيسة القبطية مرتين بالسنة، الأولى يوم 19 توت (= 29 سبتمبر / أيلول) تذكاراً لخروجه من الجب، والمرة الثانية يوم 15 كيهك (= 24 ديسمبر / كانون الأول) تذكاراً لنياحته.
ومما يؤكد استمرار العلاقات القوية بين الأقباط وأخوانهم الأرمن حتى في أحلك الظروف، أن القس (برصوم) شمس الرئاسة أبو البركات بن كبر، قسيس الكنيسة المعلقة القبطي (+ 1325م)، حينما سجل في موسوعته المشهورة: مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، كتابات آباء الكنيسة بصفة عامة، والمعروفة بالبيعة القبطية على وقته بصفة خاصة، ذكر كتابات كلاً من القديس غريغوريوس أسقف الأرمن (ثلاثة رسائل)، وأفروسيوس أسقف الأرمن (رسالتين)، وذلك ضمن كتاب أعتراف الآباء
[5].
ومما هو جدير بالذكر أن هناك إتفاق بين أقباط وأرمن القدس بأن يتبادل كلاهما الصلاة على مذبح الأخر مرة كل سنة، حيث يُصلي مطران الأقباط بالقدس قداس ليلة عيد الميلاد المجيد على مذبح كنيسة الأرمن ببيت لحم، مقابل أن يُصلي الاكليروس الأرمني قداس عيد الصعود المجيد على مذبح الأقباط على جبل الزيتون.
وفيما يلي نستعرض في السطور القليلة التالية بإيجاز هذه العلاقات منذ القدم وحتى الآن، مقسمين الموضوع إلى ثلاث فقرات.

أولاً: في مجال الرهبنة:
نظراً لأن مصر كانت مهد الرهبنة المسيحية، فقد قصد برية الإسقيط وصحراء نيتريا (وادي النطرون حالياً) بالذات عدد غير قليل من الرهبان الأجانب. وبالتخصيص بالنسبة للرهبان الأرمن، فقد قصد عدد منهم البراري المصرية للتعبد، وللتعلم من آباء الرهبنة الأقباط. وقد سجلت لنا المراجع التاريخة ذلك، وخصوصاً خلال القرنين الرابع والخامس الميلاديين
[6]. وفي القرن الحادي عشر الميلادي يذكر لنا التاريخخبر مجئ راهب أرمني قديس يدعى "ماناكيس" إلى برية شيهيت، وكان يعيش مع القديس بسوس بدير القديس يحنس كاما، وذلك في عهد البابا كيرلس الثاني البطريرك الـ 67 (1078 – 1093م)[7].
ولكن هذا الراهب لم يكن هو الوحيد من جنسه الذي قصد البرية بمصر، فلقد كرم الأرمن هذه البرية كما كرمها الأقباط، ويظهر ذلك جلياً من زيارة البطريرك غريغوريوس الثاني للبرية سنة 523 للأرمن (أي سنة 1074- 1075م) حيث مسكن الآباء القدامى (كما سوف نأتي بالشرح فيما بعد).
كما سكن بعض الرهبان الأرمن بالدير الأبيض
[8]، وزخرفوا كنيسته بالفن الأرمني من قبل فنان أرمني يدعى ثيوتوروس كيسوني[9]، فضلاً عن ثلاث كتابات أرمنية ذكر فيها اسم كاثوليكوس الأرمن كريكور الثاني فكاياسير (1066- 1105م) واسم المطران كريكور الذي رسمه ذلك الكاثوليكوس في أثناء زيارته لمصر[10].
ومما هو جدير بالذكر أن بعض الرهبان الأرمن قد سكنوا دير أبو مقار، والدليل على ذلك تلك القطع الجرافيتية الثلاث باللغة الأرمنية الموجودة بذلك الدير، ولكن للأسف غير ممكن معرفة تواريخها ولا محتوياتها
[11].
ومما سبق كله نفهم أن الرهبان الأرمن عشقوا وادي هبيب، وكانوا يتمنون أن يكون لهم مسكنهم الخاص به أسوة بإخوانهم الرهبان السريان. وتحققت أمنيتهم هذه في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي.

دير الأرمن بالأسقيط:
ذكرنا فيما سبق الوجود الأرمني بالأسقيط، ولكنه كان وجوداً متبعثراً وغير منظم حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، ثم وقعت بعض الأحداث التي مهدت لتحويل منشوبية
[12] الأرمن إلى دير خاص بهم في القرن الحادي عشر بصحراء وادي هبيب: فلقد زار الأسقيط الكاثوليكوس كريكور الثاني بهرام سنة 523 للأرمن (1074- 1075م) بعد أن تخلى عن كرسي البطريركية قاصداً زيارة البرية التي كان يسكنها الآباء القدامى[13]. وهناك في البرية أسس كرسي المطرانية بمصر، ورسم لها المطران كريكور (ولعل هذا هو سبب تسجيل الرهبان اسمي الكاثوليكوس والمطران على جدران دير الأنبا بيشوي كما سبق وأشرنا). كما تميزت هذه الفترة في تاريخ مصر السياسي بنمو النفوذ الأرمني بتولية بدر الدين الجمالي (الأرمني الجنسية) وزيراً للخليفة الفاطمي. وأخيراً الزيارة التي قام بها الكاثوليكوس الشاب كريكور فكاياسير في أبيب سنة 803ش (يوليو سنة 1088م) لمصر حيث التقى في هذه الزيارة بقداسة البابا كيرلس الثاني البطريرك الـ 67 (1078- 1093م) واعترف له بالإيمان الأرثوذكسي الصحيح[14] ثم زيارته للبرية المقدسة ليتناول مع الرهبان الأقباط، ولكي يلاحظ أسلوب حياتهم وقوانينهم وأنظمتهم ويجمعها ليطبقها مع رهبانه[15].

زمن تأسيس الدير ومؤسسه:
رغم ما سبق عرضه من عوامل تأسيس الدير إلا أننا لا نستطيع على وجه الدقة تحديد زمن تأسيس الدير ولكن لعله كان بعد سنة 1088م على الأقل لسببين هما:
1- أن زيارة الكاثوليكوس كريكور فكاياسير لم يذكر فيها ذلك الدير بصورة واضحة.
2-أن المؤرخ القبطي منصور بن موهوب قام في نفس السنة بزيارة لوادي هبيب، وكتب تقريراً مفصلاً عن عدد الأديرة بهذا الوادي وعدد رهبان كل دير، ولم يذكر دير الأرمن في هذا التقرير.
غير أنه من المرجح أن تأسيس هذا الدير قد تم مباشرة بعد زيارة الكاثوليكوس كريكور فكاياسير لمصر كرمز للاتفاق بين الجنسيات المتعددة التي لها نفس الإيمان الأرثوذكسي. ولكن تأخر الأرمن في تنفيذ ذلك نوعاً ما إذا ما قورنوا بالسريان، وربما يرجع ذلك إلى انه حتى هذا التاريخ لم يكن لهم اتفاق واضح مع الكنيسة القبطية.
وبالتالي كون الكاثوليكوس الشاب كريكور فكاياسير (ويساعده بلا شك الراهب مانا كيس) هو مؤسس دير الأرمن بالإسقيط
[16].

خراب الدير:
كتب المؤرخ العربي المقريزي في خططه التي وضعها بين عامي 1417- 1436م عن الكنائس والأديرة القبطية بمصر وعن وادي هبيب فذكر ديراً للأرمن بالقرب من دير القديس يحنس كاما، ولكنه قال عنه إنه خرب
[17]. ومما يؤكد ذلك الكلام ايضاً عدم ذكر هذا الدير في خبر زيارة البابا بنيامين الثاني البطريرك الـ82 (1327- 1339م) للبرية سنة 1330م لتكريس الميرون[18]. أي أن دير الأرمن بالإسقيط كان مرتبطاً تقريباً بالنفوذ السياسي الأرمني بمصر. فتأسس في أوج هذه الفترة واختفى من الوجود مع تقلص هذا النفوذ أو بعده بقليل.
ومع ذلك فقد كشفت مصلحة الاثار المصرية حديثاً عن أطلال هذا الدير ومعظم مبانيه، وهى بقايا كنيسة الدير الواضحة ومائدة الرهبان وعشرات القلالي، وإن كانت تحتاج للترميم والصيانة
[19].

ثانياً: العلاقات الرسمية بين الكنيستين:
بعد دخول العرب مصر، واجه كل من الأقباط والأرمن مشاكل كبيرة، منها هدم الكنائس الكثيرة والسبب الوحيد لذلك هو المزاج المتقلب للحكام، وبالتالي كان الأقباط في كثير من الأحيان يستلمون كنائس الأرمن
[20]. غير أن وحدة الإيمان التي توحد الكنيستين كانت تجمع بينهم بين الحين والآخر، نذكر هنا هذه الأمثلة حسب ما توافر لنا من معلومات:

1- في عهد البابا كيرلس الثاني البطريرك الـ 67 (1078- 1093م):
وهى فترة ازدياد النفوذ الأرمني، زار مصر اثنان من بطاركة الأرمن هما:
أ- الكاثوليكوس كريكور الثاني بهرام (1065- 1105م) في سنة 523 للأرمن (1073- 1074م) وكانت الزيارة فقط للبرية. ولم يذكر أنه قابل البابا كيرلس القبطي، لكن يذكر فقط أن الأقباط ناقشوه وتأكدوا من وحدة الإيمان معهم
[21]. وغادر مصر قبل سنة 1088م[22].
ب- الكاثوليكوس كريكور فكاياسير (وهو ابن أخت الكاثوليكوس السابق)، الذي تولى البطريركية شاباً حيث وصل إلى الإسكندرية قادماً من القسطنطينية عن طريق البحر، في شهر أبيب سنة 803 ش (يوليو سنة 1088م)، وقيل أنه من نسل سنحاريب ، وقد زوده خاله في هذه الزيارة بالعديد من ذخائر القديسين، والصلبان الذهب وخلافه. وتقابل هذا البطريرك مع البابا كيرلس الثاني القبطي واعترف له بالإيمان الأرثوذكسي الصحيح
[23]، كما زار الكاثوليكوس البابا كيرلس الثاني بمدينة القاهرة، حيث شاهده هناك المؤرخ القبطي الذي سجل هذه الوقائع[24]. وقد سبق التعليق على هذه الزيارة وهذا اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه في التاريخ وعلى أثاره ، في الجزء السابق الخاص بالرهبنة.
أما على المستوى الكنسي الرسمي فقد تنازل الأقباط للأرمن عن جملة كنائس منها واحدة بدير الخندق (دير الأنبا رويس بالعباسية حالياً) لعسكر الأرمن الذين قتطعوا خط الحسينية، وكنيسة القديس يوحنا المعمدان بأعلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة
[25]، والجانب البحري لكنيسة الشهيد مارمينا بفم الخليج[26].
في عهد البابا ميخائيل الرابع البطريرك الـ68 (1093- 1102م):
كتب هذا البابا إقراراً بالإيمان المستقيم موجهاً للكاثوليكوس الأرمني كريكور بهرام (1060- 1105م)، وترجم هذا الكاثوليكوس صيغة الاعتراف للّغة الأرمنية، ثم كتب الرد على البابا ميخائيل. هذا حسب ما جاء في المخطوطة رقم 22 كرشوني المحفوظة بدير مارمرقس بالقدس التابع للسريان الأرثوذكس (الورقة 109ظ- 116ج اعتراف البابا ميخائيل والورقة 116ج- 117ج رد الكاثوليكوس عليه)
[27].

2- في عهد البابا غبريال الثاني بن تُريك الـ 70 (1131- 1145م):
في عهد هذا البابا تقدم أسقف أطفيح الأرمني للبطريركية بالنيابة عن طائفته بمصر، والتمس حضور البابا غبريال ليرسمه، فلم يحضر البابا قداس الرسامة إلا بعد أن قدس هو في كنيسته حتى لا يلتزم بوضع اليد على البطريرك الجديد، بينما كلف مجموعة من الأساقفة برسامته
[28].

3- في عهد البابا يوأنس الثالث عشر الـ94 (1483- 1524م):
حدث في عهده أن زار مطران أرمني يدعى مكروني، وكان رئيساً لدير القديس يعقوب بالقدس ومعه جماعة من الأرمن، بينهم شخص يدعى قسطنطين. وبعد الإحتفال بعيد رئيس الملائكة ميخائيل بكنيسته برأس الخليج جلس البطريرك القبطي الأنبا يوأنس الثالث عشر مع المطران الأرمني يتحادثان في سير القديسين فساقهما الحديث إلى سيرة الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس الشهير باسم أبي سيفين، ووجود جسده الطاهر في قيسارية الكبادوك. فطلب البابا من المطران الأرمني أن يبذل أقصى ما في وسعه ليحصل له على جزء من رفات الشهيد لوضعها في كنيسته بمصر العتيقة، ليكون بركة للشعب الأرثوذكسي. فسافر قسطنطين السابق الذكر إلى ضيعة قيسارية الكبادوك وقابل الكهنة هناك وبعد جهد كبير أخذ جزءاً من الرفات المقدسة ودبر الرب أن يصل بها لمصر في يوم 9 بؤونة سنة 1204ش (الموافق الثلاثاء 12/6/1488م)، وكان يحمله أربعة اشخاص من الأرمن هم: قسطنطين المذكور والمقدم عزاز، والقس المكرم يعقوب الأرمني، والأخ سمعان ومن يومها صار هذا اليوم عيداً للشهيد تعيد له فيه الكنيسة القبطية كل عام
[29].

4- في عهد البابا مرقس السادس الـ 101 (1646-1656م):
في عهد هذا البابا طلب الأرمن القاطنين بمصر إستعارة قاعة الصلاة الملحقة بكنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة من البابا المذكور، وذلك ليستخدموها ككنيسة يُصلوا بها مؤقتاً، وذلك حتى يكتمل بناء كنيستهم (التي كانت) بشارع بين السورين. فلبى البابا طلبهم وأعطاهم القاعة المذكورة
[30].

5- في عهد البابا يوأنس السادس عشر الـ 103 (1676-1718م):
في عهد هذا البابا أرسل الأرمن بالقدس خطاباً يدّعون فيه أن كنيسة (هيكل) الأقباط بداخل كنيسة القيامة من أملاكهم، وكنيسة حارة زويلة الفوقانية (أي القاعة السابقة الذكر) هي للقبط، وأضافوا أن الأرمن قد أعطوها للأقباط عوضاً عنها. فحصلت بينهم في ذلك الزمان منازعة وأحتكموا لتاريخ البطاركة فوُجد أن كلام الأرمن غير صحيح، حيث ذُكر في تاريخ البابا كيرلس الثاني البطريرك الـ 67 (1078- 1093م) أن الغز (السلاجقة) لما ملكوا الشام والقدس
[31] قد استبروا (أي فحصوا) النور المقدس الصادر من القبر المحيي، ولما تأكدوا من صحته راعوا المسيحيين المقيمين فيها، واستخدموا إلى المتولي عمالة البلد من النصارى الذين كانوا يتوجهون إلى دمشق الشام بالجزية السلطانية، وأنهم بعد ما يرجعون من خدمتهم يرتاحون في القدس، فبنى لهم لسلطان ديراً يسمى الآن "دير السلطان" إلى زمن رجل من عظماء الأقباط محب للمسيح، وفي نفس الوقت كان خادم المتولي، يُدعى: "المعلم منصور التلباني"، وزوجته مثله محبه لله، واسمها كان "مُعينه"، وهي كانت تعاون كل من يحضر لمدينة القدس من الأقباط وغيرهم. فأجتهد في تجديد كنيسة الأقباط بالقدس، وكاتب البابا كيرلس الثاني (المذكور) يسأله إرسال من يكرزها، فأرسل أحد الأساقفة لهذا الغرض في برمهات سنة 808 ش (1092م).
كما وجدوا أن في زمان البابا بنيامين الـ 82 (1327-1339م)، كان الشيخ الأسعد قد ذكر جميع الطوائف بالقدس وأخبارهم، وأنه هو بعد هذه المدة بحوالي المائتي سنة، هو الذي بدأ في عمارة هذه البيعة ثانياً، حي نصب لها تنصيباً، وجملوناً وأخشاباً وتزييتاً وقناديل، ورتب داخلها معمودية وقلمية، وهي حقيرة صغيرة شريفة كريمة المقدار فوق رأس ما كان المسيح مضجعاً، حكم مائدة القدس فوق ذلك اللوح الرخام غطاء القبر. وكان الشيخ الأسعد يحبه سلطان ذلك الزمان ولا يمضي مكتوب إلى الملك بالخزانة إلا بخطه. فمن أجل هذا وجد دالة عند الملك، وصرح له ببناءها مرة أخرى
[32].

6- في عهد البابا يوأنس السابع عشر الـ 105 (1727-1745م):
في عهد هذا البابا أرسل الأرمن رسالة في سنة 1445 ش (1729م).

ثالثاً: في التاريخ الحديث والمعاصر:
1- في عهد البابا بطرس السابع الشهير بالجاولي الـ 109 (1809-1852م):
أرسل البابا بطرس الجاولي رسالة إلى البطريرك الأرمني بالقدس
[33].

2- في عهد البابا كيرلس الرابع الـ 110 (1854- 1861م):
كان هذا البابا على علاقة قوية جداً بالأرمن، لدرجة أنه أنتدب القس مرقس (الأرمني الأصل) للصلاة بكنيسة رئيس الملائكة الجليل غبريال بحارة السقايين بالقاهرة
[34]. ومع ذلك فقد تزعم مطرانهم بالقاهرة والمعاصرة لهذا البابا (المطران كيريل) مع أخرين مؤامرة أغتيال البابا سُمَّاً!!![35].

3- في عهد البابا كيرلس السادس الـ 116 (1959- 1971م):
- لأول مرة منذ القرن الخامس الميلادي اجتمعت الكنائس القبطية والأرمنية بكرسيي أتشمادزين وكيليكيه، والسريانية والأثيوبية والهندية الأنطاكية، بأديس أبابا عاصمة بلاد الحبشة في مؤتمر أرثوذكسي. وذلك كان في شهر يناير (كانون الثاني) سنة 1965 م. وأتُخذت في ختامه عدة قرارات مهمة تفيد وحدة هذه الكنائس الشقيقة
[36].
- وفي ليلة عيد الميلاد المجيد الموافق 7/1/1966م اجتمع لأول مرة في التاريخ ممثلو هذه الكنائس مع قداسة البابا كيرلس السادس في صلاة قداس العيد بالكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بالقاهرة، وصلى كل وفد جزءاً من القداس بلغته وحسب طقسه
[37]، وكان نصيب الوفد الأرمني صلاة قطعة "مستحق وعادل".

4- في عهد البابا شنودة الثالث الـ 117:
لأول مرة في التاريخ يشترك كاثوليكوس أرمني في حفل تنصيب بابا قبطي، كان ذلك في يوم الأحد الموافق 14/11/1971م حينما حضر قداسة الكاثوليكوس خورين الأول بارويان (1963- 1983م) بطريرك الأرمن بكرسي كليكية بلبنان على رأس وفد أرمني رفيع المستوى
[38] حفل تنصيب قداسة البابا شنودة الثالث ، وأشترك هذا الوفد بجزء من صلوات التتويج بصلوات بحسب الطقس الأرمني وباللغة الأرمنية[39].
وفي يوم الأثنين الموافق 9 أكتوبر 1972م قام قداسة البابا شنودة الثالث على رأس وفد قبطي كبير بزيارة هى الأولى من نوعها لكرسي البطريركية الأرمنية باتشميازين بأرمينيا (بالإتحاد السوفيتي سابقاً). حيث ألتقى بقداسة المتنيح الكاثوليكوس فاسكين الأول (1957- 1995م). وقد كانت زيارة للكنيسة والدولة أيضاً، وأمتدت هذه الزيارة حتى يوم الخميس 12/10/1972م
[40].
وفي صباح الثلاثاء 24/10/1972م ، قام قداسته أيضاً بزيارة لغبطة الكاثوليكوس خورين الأول بمقر بطريركيته بأنطلياس (إحدى ضواحي مدينة بيروت اللبنانية)
[41].
في أواسط سنة 1984م تكونت طائفة قبطية ببلاد اليونان، وإذ لم يكن لنا مبنى كنيسة للصلاة به أستأجرت الطائفة مبنى الكنيسة الأنجليكانية بأثينا أولاً لفترة قصيرة، ثم تحولت لإستعمال كنيسة القديس غريغوريوس المنور بميدان كمنذورو بوسط العاصمة أثينا، ودام الحال هكذا حوالي عشرة سنوات، بل وتعدى الأمر إستعمال الكنيسة للصلاة فقط، إلى أستعمال وضع الأرمن القانوني باليونان ليتمتع الأقباط بهذه المظلة القانونية والمعترف بها بالبلاد، لتسجيل معمودياتهم وزجاتهم. كما أستخدم الأقباط كنيسة أخرى للأرمن سنة 1995م، هى كنيسة القديس يوحنا المعمدان بشارع سنجرو بأثينا لعدة شهور.
وكذلك الحال كان برومانيا، حيث كان يُصلى الأقباط بالكنيسة الأرمنية ببوخارست قبل تأسيس جالية رسمية بالبلاد.
وفي 9/4/1995م شارك قداسته في حفل تنصيب قداسة الكاثوليكوس كراكين سركسيان كاثوليكوس اتشميادزين بجمهورية أرمينيا على رأس وفد قبطي كبير
[42].
كما أشترك قداسته ايضاً في حفل تنصيب قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان كاثوليكوس كيليكية بلبنان ، في مساء السبت 1/7/1995م على رأس وفد قبطي كبير مكون من أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء : الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى والأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ وسكرتير المجمع المقدس والأنبا سرابيون أسقف الخدمات (وقتئذ) وأسقف لوس أنجيلوس (فيما بعد)
[43].
وفي 5/3/1996م قام قداسة الكاثوليكوس أرام بزيارة لمصر حيث التقى بقداسة البابا. كما القى كلمة روحية على الشعب القبطي باللغة الأنجليزية (قام بترجمتها نيافة الأنبا سرابيون للعربية) عن علاقة الله بالإنسان وأثر ذلك على البيئة، وذلك في إجتماع قداسة البابا يوم الأربعاء 6/3/1996م
[44].
وفي 14/6/1996م اجتمع قداسة البابا شنودة مع الكاثوليكوس آرام في مقر بطريركية الأرمن بلبنان بحضور قداسة البطريرك السرياني الأنطاكي مار أغناطيوس زكا الأول عيواص، ودار الحديث بينهم حول دعم روح الوحدة بين الكنائس الثلاث التي يرأسونها
[45].
وفي 14/1/1998م زار قداسة الكاثوليكوس كراكين مصر، حيث التقى بقداسة البابا في نفس اليوم بالمقر البابوي بدير الأنبا رويس بالقاهرة، ثم زاره قداسة البابا في مقر المطرانية الأرمنية بالقاهرة حيث وقعا على إعلان إيمان مشترك بين الكنيستين
[46].
ودعت الكنيسة القبطية الكنيستين الشقيقتين السريانية والأرمنية للإجتماع بالقاهرة في مارس (آذار) 1998م لوضع بيان مشترك لصيغة إيمانية تجمع بينها. وقد لبى هذه الدعوة قداسة البطريرك الأنطاكي مارأغناطيوس زكا الأول عيواص مع وفد سرياني رفيع المستوى، وقداسة الكاثوليكوس أرام الأول كاشيشان مع وفد أرمني رفيع المستوى أيضاً، ومن ثم جاء هذا لقاءً ناجحاً بكل المقاييس
[47].
كما تكرر هذا اللقاء بكلاً من: كاثوليكية الأرمن الأرثوذكس بأنطلياس بلبنان، ودير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا بسوريا أكثر من مرة، وجاءت تلك اللقاءات أيضاً على نفس المستوى من النجاح والتوفيق. ولاتزال تلك اللقاءت مستمرة بين هؤلاء القادة الروحيون، لما فيه خير ومصلحة هذه الكنائس الشقيقة الثلاثة.

التعاون في المجال الدراسي:
وفقاً للإتفاقيات المبرمة بين الجانبين القبطي والأرمني في مجلس بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، أوفدت الكنيسة القبطية أ. جرجس صالح لتدريس مادة العهد القديم في المعهد الإكليريكي بأنطلياس بلبنان، وذلك لعدة مرات منذ سنة 1999م.
كما أرسلت كاثوليكية الأرمن الأرثوذكس بأنطلياس مجموعة من الطلبة والكهنة لإكمال دراساتهم اللاهوتية العليا بمصر، مثل:



1) الشماس خاجاك نعليان، أتى لمصر في شهر نوفمبر سنة 2006م لدراسة الماجستير في العهد الجديد، تحت إشراف د. موريس تاوضروس.
2) الشماس كيفورك نعليان، أتى لمصر في شهر نوفمبر سنة 2007م لدراسة الماجستير في العهد القديم، تحت إشراف قداسة البابا شنوده الثالث شخصياً.

الوساطة الأرمنية لعودة العلاقات القبطية الأثيوبية:
بعد قطيعة دامت قرابة الـ 15 سنة، وبعد جهود وساطة من الطرف الأرمني من كاثوليكية الأرمن الأرثوذكس بأنطلياس بلبنان، عادت العلاقات بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وربيبتها الكنيسة الأثيوبية التوحيدية الأرثوذكسية. والعمل بدأ من الطرف الأرمني (الأسقف ناريج أليمازيان) الذي سعى لتحديد ميعاد لسفر الوفد القبطي لأثيوبيا للقاء غبطة البطريرك الأثيوبي أبونا بولوص الأول، ولإستلام كنيسة أثيوبية لتستخدمها الجالية القبطية المقيمة بأثيوبيا في الصلاة حسب طلب قداسة البابا
[48].
وبالفعل سافر الوفد القبطي والمكون من نيافة الأنبا بيشوي مطران دمياط وتوابعها، ونيافة الأنبا أنطونيوس مرقس الأسقف العام لشئون أفريقيا، لأثيوبيا يوم الأحد 25 يونيو 2007م
[49].
وتُوج هذا المجهود بزيارة قداسة البطريرك الأثيوبي أبونا باولص على رأس وفد كنسي رفيع المستوى مكون من عشرة من الآباء المطارنة الأثيوبيين، ومعه قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كاششيان رئيس الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في بيت كليكيا الكبير بلبنان ومعه نيافة الأسقف ناريج أليمازيان لمصر يوم الجمعه 13 يوليو سنة 2007م، حيث وقع الطرفان القبطي والأثيوبي بيان مشترك، كما وقع على هذا البيان الجانب الأرمني بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة، وكان يوماً مفرحاً في تاريخ العلاقة بين الكنائس الثلاث
[50].






الهوامش:
[1] عزازيان، المهندسة هوري، نبذة تاريخية موجزة عن الجاليات الأرمنية في البلاد العربية، ط1، دار الحوار للنشر والتوزيع اللاذقية سوريا، 1993م، ص 12؛ كذلك راجع أيضاً:
Solomon A. Nigosian, “Armenians and the Copts”, The Coptic Encyclopedia, vol. I, p. 234.
[2] ومع ذلك فهناك حالات نادرة للاختلاط في الزواج بين الأرمن والأقباط، مثل زواج يوحنا الأرمني رسام الأيقونات في القرن الثامن عشر الميلادي بأمرأة قبطية. وفي العصر الحديث زواج أحد أبناء بطرس باشا غالي رئيس وزراء مصر الأسبق بامراة أرمنية سنة 1907م، وأنجب منها المرحوم مريت غالي سنة 1908م، الوزير الأسبق ومؤسس جمعية الأثار القبطية.
[3] عزازيان، المرجع السابق الذكر.
[4] سين آريفشاتيان، "الإسكندرية وتشكيل الفكر العلمي في أرمينية القديمة"، الملحق الشهري العربي لجريدة أرﻴﭪ الأرمنية، ترجمة سحر توفيق، العدد رقم 7 (127)، السنة الحادية عشرة، يولية 2008، ص 5.

[5] راجع: مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، الناشر مكتبة الكاروز، القاهرة 1970، ص 323-325.
[6] عزازيان، المرجع السابق الذكر.
[7] هوايت، إيفيلين، تاريخ الرهبنة القبطية في الصحراء الغربية، ج3 ، تعريب الأب الراهب بولا ساويروس البراموسي، طبعة خاصة للدارسين بمعهد الدراسات القبطية، مارس 1997م ، ص94.
[8] المقصود به دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بسوهاج.
[9] عزازيان، المرجع السابق الذكر، ص 134، نقلاً عن البطريرك (طوركوم كوشافيان)، كنائس الأرمن القديمة والحديثة في مصر (باللغة الأرمنية) ،ص244- 245.
[10] عزازيان، المرجع السابق، ص134، نقلاً عن ماتيوس أورهايستي، حوليات (باللغة الأرمنية)، ص 139.
[11] هوايت، تاريخ الرهبنة، مرجع سابق الذكر، ص 101.
[12] منشوبية: أصلها كلمة قبطية mansope معناها: مسكن، راجع: 477 2, p. René-Georges Coquin, “Cell”, The Coptic Encyclopedia, vol.
[13] هوايت، مرجع سابق الذكر، ص 81.
[14] المرجع السابق، ص 94.
[15] Solomon A. Nigosian, op. cit., p. 234-235.
[16] هوايت، مرجع سابق الذكر، ص97.
[17] المرجع السابق، ص95.
[18] المرجع السابق ، ص 95.
[19] صموئيل (الأنبا)، الأثار القبطية التي أكتشفت في عصر البابا شنودة الثالث، بالقاهرة دون تاريخ، ص 13.
[20] أبو المكارم، تاريخ الكنائس والأديرة في القرن الثاني عشر الميلادي،طبعة الراهب صموئيل السرياني والأستاذ نبيه كامل داود، ج2، القاهرة 1984م، ص6- 10؛ وراجع أيضاً: Solomon A. Nigosian , op. cit.
[21] هوايت، مرجع سابق الذكر، ص 87.
[22] المرجع السابق، ص 82.
[23] المرجع السابق، ص 94؛ أنطون خاطر، سير البيعة المعروف باسم تاريخ البطاركة للأنبا ساويروس أسقف الأشمونين ، ج 2، ص 219.
[24] المرجع السابق.
[25] تنازل الأقباط عن هذه الكنيسة لإخوانهم الأرمن عقب أحداث سنة 564 هـ (=1169م) في عهد البابا مرقس الثالث الـ 73، راجع: أبو المكارم، تاريخ الكنائس، مرجع سابق ، ج2، ص2.
[26] تم التنازل عن هذا الجزء في زمن لم يتوصل لتحديده، وظل في حيازة الأرمن حتى أسترده منهم الأقباط سنة 1926م بطريق الاستبدال، راجع: سميكة، مرقس باشا، دليل المتحف القبطي وأهم الكنائس والأديرة الأثرية، ج2 المطبعة الأميرية بالقاهرة 1932م، ص 28.
[27] جراف، جورج (الأب)، تاريخ الأدب العربي المسيحي، الجزء الخاص بالأقباط، الترجمة العربية للأب د. كامل وليم (ترجمة غير منشورة)، ف 106، ص 60.
[28] كامل صالح نخلة، القديس البابا غبريال الشهير بابن تريك، مكتبة المحبة بالقاهرة، ط1، 1663ش- 1947م، ص36. غير أن المرحوم المؤرخ الكبير كامل صالح نخلة ذكر في نفس المرجع رأياً آخر يشير إلى أن البابا غبريال قد قام برسامة هذا البطريرك الأرمني، وهذا الرأي ينسبه للقمص منسي يوحنا في كتابه" تاريخ الكنيسة"، ص 534.
[29] مخطوط 648 مسلسل/ 48 تاريخ بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، سير وميامر ، السيرة الثامنة، الورقة 185ظ- 192ج.
[30] كامل صالح نخلة، سلسلة تاريخ بابوات الكرسي الإسكندري، ج 4، ص 109، ومما هو جدير بالذكر أن كنيستهم بالحارة المذكورة والتى كانت على اسم القديس سركيس، بقيت حتى خمسينيات القرن العشرين، وهُدمت وقت أن قررت الدولة توسيع شارع بور سعيد، بعد أن كانت الكنيسة مغلقة ومهملة منهم سنوات طويلة. علماً بأن مكان هذه الكنيسة الآن، محطة البنزين المطلة على شارع بورسعيد قبل حارة زويلة مباشرةً.
[31] أستولى السلطان السجلوقي تاج الدولة أبو سعيد تتش بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق (458-488 هـ) على دمشق سنة 471 هـ، ثم حلب سنة 478 هـ، وأسس بذلك مملكة سجلوقية ببلاد الشام.
[32] جرجس فيلوثاؤس عوض، أملاك القبط في القدس الشريف، الجزء الأول دير السلطان ملك القبط لا الحبش بموجب الوثائق الرسمية والحجج الشرعية، المطبعة المصرية الأهلية بالقاهرة، 1640ش- 1924م، ص 73-76.
[33] المخطوط مسلسل / بمكتبة الدار البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة، راجع: مرقس سميكه باشا ويسى عبد المسيح أفندي، فهارس المخطوطات القبطية والعربية الموجودة بالمتحف القبطي والدار البطريركية وأهم كنائس القاهرة الإسكندرية وأديرة القطر المصري، الجزء الثاني- المجلد الأول 1942.
[34] إسكاروس، توفيق، نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر، ج2، القاهرة، ص 141.
[35] المرجع السابق، ص 188 ؛ (عوض) جرجس فيلوثاؤس، تاريخ كيرلس الرابع، ص 159.
[36] مجلة مدارس الأحد، السنة الـ19، العدد الثاني، فبراير 1965م/ طوبة 1681ش، ص8- 16.
[37] مجلة مدارس الأحد، السنة الـ20، العددان الثاني والثالث، فبراير/ مارس 1996م- أمشير/ برمهات سنة 1682ش، ص1، 34.
[38] كان ضمن هذا الوفد نيافة المتنيح المطران زافين شنشنيان مطران الأرمن الأرثوذكس بمصر والسودان وإثيوبيا السابق، نائباً عن قداسة الكاثوليكوس فاسكين الأول، والأب آرام كشيشيان الذي صار فيما بعد قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كشيشيان كاثوليكوس بيت كليكية (منذ سنة 1995م).
[39] مجلة الكرازة، السنة الرابعة، الأعداد1، 2، 3، يناير، فباير، مارس، 1972م، ص63.
[40] غريغوريوس (الأنبا)، وثائق للتاريخ، الكنيسة وقضايا الوطن والدولة والشرق الأوسط، ج4، يوليو 1992 القاهرة، ص 317- 324.
[41] المرجع السابق، ص 344.
[42] مجلة الكرازة: السنة الـ 23، العددان 17- 18، بتاريخ الجمعة 5/5/1995م، ص8- 9.
[43] مجلة الكرازة: السنة الـ 23، العددان 27- 28، بتاريخ الجمعة 14/7/1995م، ص5.
[44] مجلة الكرازة: السنة الـ 24، العددان 9- 10، بتاريخ الجمعة 15/3/1996م، ص1- 2.
[45] مجلة الكرازة: السنة الـ 24، العددان 25- 26، بتاريخ الجمعة 5/7/1996م، ص5
[46] مجلة الكرازة: السنة الـ 26، العددان 5- 6، بتاريخ الجمعة 30/1/1998م، ص2- 3.
[47] مجلة الكرازة: السنة الـ 26، العددان 11- 12، بتاريخ الجمعة 27/3/1998م، العدد كله.
[48] مجلة الكرازة: السنة الـ 35، العددان 19-20، بتاريخ الجمعة 8 يونيو 2007- 1 بؤونة 1723 ش، ص 4.
[49] مجلة الكرازة: السنة الـ 35، العددان 23-24، بتاريخ الجمعة 6 يوليو 2007- 29 بؤونة 1723 ش، ص 4-5.
[50] مجلة الكرازة: السنة الـ 35، العددان 23-24، بتاريخ الجمعة 27 يوليو 2007- 20 أبيب 1723 ش، ص 1، 3-4، 7-10، 25.






ملاحظة هامة: هذه المقاله تم نشرها من قبل في موسوعة من تراث القبط، الجزء الخامس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق